تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
وَضِمَّهُ إِلَيْه ضَمَّةَ الرَّفْقِ وَالْحَنَانِ، وَأَدْنى فَمَهُ مِن وَجْههِ كَأَنّما يُرِيدُ أَنْ يُقَبِّلَهُ، ثُمَّ انْتَفَضَ فَجْأَةً، واسْتَسَرَّ بِشْرَهُ، وَدَفَعَهُ عنه بِيَدهِ دَفعاً شَدِيداً فَانْكَفَأَ على وَجْهِهِ يَبْكي ويصيح. وقال: أَبْعِدُوهُ عَنَّى، لا أعْرِفُهُ، لَيْس لي أولادٌ ولا نِسَاءٌ، سَلُوا أُمَّهُ عَنْ أبيه! أَيْنَ مكانه واذْهَبوا بهِ إليهِ، لا أَلْبَسُ العارَ في حَيَاتي وَأَتْرُكُهُ أَثَراً خالِداً وَرَائي بَعْدَ مَمَاتي.
وَكَانَتِ المرضعُ قَدْ سَمِعَتْ صِيَاحَ الطفلِ فَعَادَتْ إليهِ وحملتهُ وذهبت به.
فَسَمِعَ صَوْتَهُ وَهُوَ يَبْتَعِدُ عَنْه شيئاً فشيئاً فأنصت إليه واستعبر بَاكِيَاً، وَصَاحَ:
أرجعوه إِليَّ.
فَعادَتْ بِهِ المرضعُ، فتناوله من يَدها وَأَنْشأَ