صفحة:الحجاب.pdf/31

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فَتَمْتَلىءُ نَفْسي غِبْطَةً وَسُروراً، وَأَحْمَدُ الله على أَنْ رَزَقَني بِصَديقٍ وَفِيًّ يُؤْنِسُ زَوْجَتي في وَحْدَتِها، وزوجةٍ سَمْحةٍ كريمةٍ تُكْرِمُ صَديقي في غَيْبَتي، فقولوا للنّاسِ جميعاً: إِنَّ ذَلِكَ الرجُلَ الّذي كان يفخرُ بالأَمْسِ بِذَكَائِهِ وفِطْنِتِه ويزْعُمُ أَنّهُ أَكْيَسُ النَّاسِ وَأَحْزَمُهُمْ، قَدْ أصْبَحَ يعترفُ الَيْومَ أَنّه أَبْلَهُ إلى الغايةِ من البلاهةِ، وغَبِيٌّ إلى الغايةِ التي لا غايةَ وَراءَها!.


َوالهَفَاً على أُمَّ لَمْ تَلِدْني، وَأَبٍ عاقرٍ لاَ نَصِيبَ له في البَنِين!.

لَعلّ الناسَ كانوا يعلمونَ مِنْ أَمْرِي ما كُنْتُ أَجْهَلُ، ولعلهم كانوا إِذا مَرَرْتُ بِهِم يَتَنَاظَرونَ وَيَتَغَامَزونَ، وَيَبْتَسِمُ بَعْضُهم إلى بعضٍ أو يُحَدَّقَونَ إِليَّ وَيُطيلونَ النَّظَرَ في وَجْهِي لِيَرَوا كيف تَتَمثَّلُ البّلاهةُ في وَجْهي البُلْه، والغَبَاوَةُ في وُجوهِ الأَغْبِيَاءِ.