انتقل إلى المحتوى

صفحة:الإسلام وأصول الحكم -علي عبد -الرازق 1925.pdf/49

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٢٥ - (1) الحل والعقد لمن اختاروه إماماً للأمة ، بعد التشاور بينهم قد يكون معنى ذلك أن الخلافة تقوم عند المسلمين على أساس البيعة الاختيارية ، وترتكز على رغبة اهل العقد والحل من المسلمين ورضاهم ، وقد يكون من المعقول أن توجد في الدنيا خلافة على الحد الذي ذكرواء غير أننا اذا رجعنا الى الواقع ونفس الامر وجدنا أن الخلافة فى الاسلام لم ترتكز الا على اساس القوة الرهيبة ، وأن تلك القوة كانت ، الا في النادر ، قوة مادية مسلحة . فلم يكن للخليفة ما يحوط مقامه الا الرماح والسيوف ، والجيش المدجج والبأس الشديد ، فبتلك دون غيرها يطمئن مركزه ، ويتم أمره . قد يسهل التردد في أن الثلاثة الأول من الخلفاء الراشدين مثلا شادوا مقامهم على أساس القوة المادية ، وبنوه على قواعد الغلبة والقير : ولكن أيسهل الشك في أن علياً ومعاوية رضى الله تعالى عنهما لم يتبوء آ عرش الخلافة إلا تحت ظلال السيف ، وعلى أسنة الرمح، وكذلك الخلفاء من بعد الى يومنا هذا . وما (٢) كان لامير المؤمنين محمد الخامس سلطان تركيا ، أن يسكن اليوم يلدز لولا تلك الجيوش التي تحرس قصره ، وتحمى عرشه ، وتفنى دون الدفاع عنه لا نشك مطلقاً فى أن الغلبة كانت دائماً عماد الخلافة ، ولا يذكر التاريخ لنا خليفة الا اقترن في أذهاننا بتلك الرهبة المسلحة التي تحوطه ، (1) الخلافة للسيد محمد رشيد رضا ص ٢٤ ٢٥ (٢) كتبنا ذلك يوم كانت الخلافة في تركيا. وكان الخليفه محمدا الخامس ، وقد ذهبت بعد ذلك الخلافة من تركيا، وذهب محمد الخامس وغير الحلفاء، لما ذهبت تلك القوة التي قلنا انها أساس الخلافة محمد الخامس من الخلافة