لما كان القصد الأكبر من درس الماضي إنما هو فهم الحاضر ولما كان أقرب الأزمنة الماضية إلى العصر الحاضر هو القرن التاسع عشر، ولما كان محمد علي الأكبر مؤسس الأسرة العلوية المالكة اليوم في مصر هو أبو النهضة الحديثة في الشرق العربي عموماً وفي مصر وسورية على الأخص رأت إدارة مكتبة جامعة بيروت الأميركية أن تعنى عناية خاصة بجمع وتنسيق وحفظ الأوراق العربية لتاريخ سوريا في عهد محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا المشهور حرصاً عليها وخدمة للعلم والتاريخ. وقد توفر لديها الآن أكثر من أربعة آلاف رسالة رسمية وغير رسمية. ولما كانت إدارة هذه المكتبة تعتقد تمام الاعتقاد أن خدمتها العلمية هذه لا تتم إلا بالنشر وأن النشر لا يأتي بالفائدة العلمية المطلوبة إلا متى شمل كل الموجود من هذه الأوراق 1 رات أن تنشر على صفحات هذه المجلة الآن أنموذجاً للأصل كله الذي سينشر في كتب على حدة في المستقبل القريب.
- ↑ إننا نتمنى من صميم فؤادنا لو أن الذين يعنون بنشر الأوراق التاريخية اليوم يتركون خطة الانتقاء في النشر ويتمشون بموجب نصوص شرائع العلم الحديث فينشرون كل ما لديهم - من غير انتقاء لأن ما يتركه الناشر ويحسبه غير مهم قد يمكن أن يكون أحياناً بأهمية ما ينشر لغير الناشر. وإن كان الداعي للانتقاء في النشر «العلمي» العسر المالي فليتخصص الناشر ولينشر قسما محدوداً من الأوراق لأنه أفضل وأنفع بكثير أن ينشر قسم من الأوراق نشراً صحيحاً تاماً من أن تنشر كلها ناقصة.