صفحة:الأصمعي حياته وآثاره (1955) - عبد الجبار الجومرد.pdf/9

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بناء البصرة وعمرانها

على أثر الانتصارات التي احرزتها جيوش المسلمين ضد قوى الفرس في العراق، اوعز الخليفة عمر بن الخطاب، عام ( ١٤ هـ = ٦٣٦ م )، إلى احد قواده هناك « عتبة بن غزوان » ان ينحدر الى اقصى جنوب وادي الرافدين، ويختار بقعة ارض تتاخم بلاد فارس، فيبني عليها معسكراً ثابتاً يكون نقطة انطلاق للجهاد والفتوح وامداد الجيوش العربية الإسلامية الزاحفة نحو الشرق ؛ مشترطاً عليه ان تكون الارض المختارة هـذه صالحة للأقامة والعمران، وان لا يفصل بينها و بين مقر الخلافة نهر او بحر

فانحدر عتبة بقطعة صغيرة من الجيش ونفر من الأعراب لا يزيد عددهم على بضع مئات الى غاية جنوب العراق، فاحتل ارضاً تكثر فيها المياه والمراعي وتجاورها آجام واسعة ينبت فيها البردي والقصب المساعد للاحتطاب والبناء، وعليها ابنية قليلة يسكنها حرس للحدود من جنود فارس، فجلاهم عنها، وخططها الى سبعة دساكر، وانشأ في وسطها معسكراً، وشيد بجانبه مسجداً وداراً للأمارة ثم أوعز الى من معه من الناس ان يبنوا بيوتهم على خطة رسمها لهم، فبنوها بالطين والقصباء على شكل قرية واسعة ؛ وقسم أراضيها إلى مقاطعات وزعها على السكان، وشجعهم على زرعهــا واستثمارها وسموها « البصرة » لوجود حجارة صلبة بيضاء في تربتها ١ وقيل انها سميت كذلك لأسباب أخرى اختلف فيها المؤرخون ٢

وعلى أثر تأسيسها، أمها عدد كبير من القبائل العربية المجاورة، فينزلوا


  1. معجم البلدان : كلمة البصرة .
  2. وقيل : سميت البصرة لأن ارضها سبخة لينة .
– ١١ –