صفحة:الأصمعي حياته وآثاره (1955) - عبد الجبار الجومرد.pdf/18

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

غير مدينة الكوفة التي شيدت بعدها بستة اشهر على وجه التقريب

يقول المؤرخون عندما اتسعت رقعة الدولة الاسلامية، وانضوى تحت لوائها ممالك شاسعة مأهولة بشعوب غير عربية اعتنقت الاسلام، بدأ الناس يلحنون في قراءتهم القرآن، فخيف عليهم من الانحراف عن أصول الدين بسبب ذلك اللحن الذي قد يغير في معاني كتاب الله ؛ فظهر جماعة من المفكرين، وضعوا قواعد رئيسية ملزمة في القراءة، سميت « علم النحو ». ثم ظل هذا العلم يتسع ويتركز وينتظم حتى اكتمل في نهاية القرن الثاني للهجرة

ثم احتاج المسلمون بعد ذلك الى فهم بعض المعاني القرآنية الصعبة اللغة والادراك على غير العرب، وحتى على العرب الذين ولدوا وعاشوا بين الشعوب الغريبة، فنشأ « على التفسير » ولما كان التفسير يحتاج الى معرفة اللغة الصحيحة، رجعوا إلى أقوال العرب الأقدمين، وقارنوا معانيها بمعانيه، والفاظها بألفاظه، وكلماتها بكلماته، فظهر من ذلك « علم فقه اللغة » الذي اصبح فيما بعد اساساً لتأليف المعاجم اللغوية

ولما كانت أقوال العرب الأقدمين من خطب واشعار وامثال وحكم وغيرها، غير مدونة في ذلك العهد، ولا مجموعة عند احد من الناس، ظهرت جماعات من العلماء اشتغلوا بجمعها وتسجيلها وتصحيحها بعد ان كانت مبعثرة في صدور الرواة والحفاظ من الأعراب الفصحاء المتنقلين قبائلهم في بوادي قلب الجزيرة العربية واطرافها فاختص بعضهم برواية اللغة، واختص الآخرون برواية الأدب، وان كان من الصعب التفريق بين الاختصاصين لارتباطها المتين ببعضها

وكان هنالك نوع آخر من الرواية في قراءة القرآن حسب لهجات

- ۲۰ -