انتقل إلى المحتوى

صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/182

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٦٦

على المقعد ثم نادى الخدام بصوت مرتجف قائلا «  اقبضوا علي هذه الامراة التي تتهم سيدكم زوراً وجروها مع هذا الشاب الكافر الى غرفة مظلمة . ومن يعترضكم يكون شريكا لهما بالجريمة محروما نظيرهما من الكنيسة المقدسة »

فلم يتحرك الخدام من اماكنهم ولم يحفلوا باوامر الكاهن بل لبثوا جامدين محدقين بخليل المكتوف وراحيل ومريم الواقفتين عن يمينه وشماله كانهما جناحان قد فتحهما ليطير و يحلق بهما في السحاب فقال الكاهن ولحيته تراقص حنقا ( هل تكفرون بنعمة سيدكم ايها الاجلاف وتجحدون فضله وتنكرونه من اجل فتى مجرم كافر وامراة عاهرة كاذبة )

فاجابه اكبر الخدام سناً وقال ( قد خدمنا الشيخ عباس أفاء الخبز والماوى ولكننا لم نكن له عبيداً قط ) قال هذا ونزع عباءته وكوفيتة وطرحهما امام الشيخ عباس وزاد قائلاً « لا اريد ان انعم جسدي بهذه الملابس الحقيرة كيما نبقى نفسي متعذبة في منزل سفاك الدماء »

ففعل الخدام كافة نظيره وانضموا إلى الجمع وعلى وجوههم سيماء الانعتاق والحرية

فلما راى الخوري الياس ما فعلوه وقد شعر بان سلطته