صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/172

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٥٦

هذه الحياة يمكنكم أن تشيروا إليه قائلين (هذا لنا). أتعرفون أيها المستسلمون الضعفاء من هو الكاهن الذي تهابونه وتقيمونه وصيًّا على أقدس أسرار نفوسكم؟ اسمعوني فأبين لكم ما تشعرون أنتم به وتخافون إظهاره، هو خائن يعطيه المسيحيون كتابًا مقدسًا فيجعله شبكة يصطاد بها أموالهم ومُرائي يقلده المؤمنون صليبًا جميلا فيمتشقه سيفًا سنينًا ويرفعه فوق رؤوسهم، وظالم يسلمه الضعفاء أعناقهم فيربطها بالمقاود ويوثقها باللجم ويقبض عليها بيد من حديد ولا يتركها حتى تنسحق كالفَخَّار وتتبدد كالرماد.هو ذئب كاسر يدخل الحظيرة فيظنه الراعي خروفًا وينام مطمئنًّا وعند مجيء الظلام يَثِبُ على النعاج ويخنقها نعجة إثر نعجة، هو نهم يحترم موائد الطعام أكثر من مذابح الهيكل، وطامع يتبع الدينار إلى مغاور الجن ويمتص دماء العباد مثلما تمتص رمال الصحراء قطرات المطر، وبخيل يحرص على أنفاسه ويدَّخِر مالًا يحتاجه، هو محتال يدخل من شقوق الجدران ولا يخرج إلا بسقوط البيت، ولص صخري