صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/169

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٥٣

الأليم المستمر الذي سمعته خارجًا من أعماق صدوركم فاستيقظت وتمردت على الرهبان وكفرت بمعيشتهم، ووقفت منفردًا متظلمًا باسمكم واسم العدالة المتوجعة بأوجاعكم فحسبوني كافرًا شريرًا وطردوني من الدير فجئت لكي أشاطركم التعاسة وأعيش بقربكم وأمزج دموعي بدموعكم فأسلمتموني مكتوفًا إلى عدوكم القوي الذي يغتصب خيراتكم ويحيا غنيًّا بأموالكم ويملأ جوفه الوسيع من أثمار أتعابكم … ألا يوجد بينكم شيوخ يعلمون بأن الأرض التي تَحرثونها وتُحرمون غلتها هي لكم وقد اغتصبها والد الشيخ عباس من آبائكم عندما كانت الشريعة مكتوبة على حد السيف؟ أما سمعتم بأن الرهبان قد احتالوا على جدودكم وامتلكوا مزارعهم وكرومهم عندما كانت آيات الدين مخطوطة على شفتي الكاهن؟ ألا تعلمون بأن ممثلي الدين وأبناء الشرف الموروث يتعاونون على إخضاعكم وإذلالكم واستقطار دماء قلوبكم؟ أي رجل منكم لم يَلْوِ عُنُقَهُ كاهنُ الكنيسة أمام سيد الحقول. وأي امرأة بينكم لم