صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/166

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٥٠

الذي يلوي أعناقكم، أنا أؤمن بالله الذي يسمع نداء نفوسكم المتوجِّعَة ويرى صدوركم المقروعة، وأؤمن بالكتاب الذي يجعلني ويجعلكم إخوة متساوين أمام وجه الشمس وأؤمن بالتعاليم التي تحررني وتحرركم من عبودية البشر وتوقفنا جميعًا بغير قيود على الأرض موطئ أقدام الله. كنت في الدير راعيًا للبقر لكن انفرادي مع البهائم الخرساء في البرية الساكنة لم يُعمني عن المأساة الأليمة التي تمثلونها كرهًا في الحقول، ولم يصمَّ أذني عن صراخ اليأس المتصاعد من قراني الأكواخ، قد نظرت فرأيتني في الدير ورأيتكم في الحقول كقطيع من النعاج سائر وراء ذئب خاطف إلى وكره فوقفت في منتصف الطريق وصرخت متسغيثًا فهجم الذئب ونهشني بأنيابه المحددة، ثم احتال عليَّ وأبعدني كي لا يثير صراخي روح القطيع فيتمرد ويتفرق مذعورًا إلى كل ناحية ويتركه منفردًا جائعًا في ظلام الليل. قد احتملتُ السجنَ والجوعَ والعطشَ من أجل الحقيقة الجارحة التي رأيتها مكتوبة بالدماء على وجوهكم، وقاسيت العذاب