صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/146

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣٠

والنجوم.

وشعر خليل بتموجات روح مريم حول روحه، وعرف بأن الشعلة المقدسة التي أحاطت بقلبه قد لامست قلبها؛ ففرح لأول وهلة فرح طفل ضائع وجد أمه ولكنه عاد فلام نفسه على تسرعها وانشغافها ظنًّا منه بأن هذا التفاهم الروحي سيضمحل كالضباب عندما تفصله الأيام عن تلك القرية فكان يناجي نفسه قائلًا: «ما هذه الأسرار الخفية التي تتلاعب بنا ونحن غافلون؟ وما هذه النواميس التي تُسيرنا تارة على سبل وعرة فنسير منقادين، وتوقفنا طورا أمام وجه الشمس فنقف فرحين، وتبلغنا مرة قمة الجبل فنبتسم متهللين وتهبط بنا أخرى إلى أعماق الوادي فنصرخ متوجعين؟ ما هذه الحياة التي تعانقنا يومًا كالحبيب ويومًا تضعفنا كالعدو؟ ألم أكن بالأمس مُكْرَهًا مُضْطَهَدًا بين رهبان الدير. أو لَمْ أقبل