صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/117

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٠١

رمية سهم حتى رأت أثر أقدام غارقة في الثلج قد أوشكت الأرياح أن تمحوها فاتبعتها بسرعة جازع مترقب وبعد هنيهة نظرت فرأت أمامها جسدًا مطروحًا على الثلج كرقعة سوداء على ثوب ناصع البياض، فتقدمت وذرت الثلج عنه وأسندت رأسه على ركبتيها ووضعت يدها على صدره وإذ شعرت بنبضات قلبه المتهاونة التفتت نحو الكوخ وصرخت قائلة(هلمي يا مريم هلمي إلى معونتي فقد وجدته)

فخرجت مريم من البيت متبعة أثر أقدام والدتها مرتعشة من البرد والخوف حتى إذا ما بلغت المكان ورأت الشاب المُلْقَى بلا حراك على الثلج تَأَوَّهَتْ وصرخت بلهفة وتوجع، فقالت الأم وقد وضعت يديها تحت إبطيه (هو حي فلا تخافي بل أمسكي بأطراف أثوابه وتعالي نحمله