صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/101

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٥

فالتفتت العروس إليهم وقد اتَّشَحَتْ ملامحها بهيبة محزنة وصرخت قائلة (اقتربوا أيها الجبناء ولا تخافوا خيال الموت فهو عظيم لا يدنو من صغارتكم، اقتربوا ولا ترتجفوا جزعًا من هذا الخنجر فهو آلة مقدسة لا تلامس أجسادكم القذرة وصدوركم المظلمة، انظروا هذا الفتى الجميل المتسربل بحلة العرس، هو حبيبي وقد قتلته لأنه حبيبي، هو عريسي وأنا عروسته وقد بحثنا فلم نجد مضجعًا يليق بعناقنا في هذا العالم الذي جعلتموه ضيقًا بتقاليدكم ومظلمًا بجهالتكم وفاسدًا بلهاثكم ففضلنا الذهاب إلى ما وراء الغيوم. اقتربوا أيها الضعفاء الخائفون وانظروا لعلكم ترون وجه الله منعكسًا على وجهينا وتسمعون صوته العذب منبثقًا من قلبينا. أين هي تلك المرأة الخبيثة الحسودة التي وشت إليَّ بحبيبي وقالت بأنه شغف بها وسلاني وتعلق بحبها لينساني. قد توهمت تلك الشريرة بأنها ظفرت عندما رفع الكاهن يده فوق رأسي ورأس