صفحة:الأدب الكبير.pdf/93

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ۸٥ –

الحقد وسَوْرة الجهل١ وأعدِدْ لكلِّ شيء من ذلك عُدَّةً تجاهده بها من الحلم والتفكُّر والرويَّة، وذِكر العاقبة وطلب الفضيلة.

واعلم أنَّك لا تُصيبُ الغَلَبة إلَّا بالاجتهاد والفضل، وأنَّ قِلَّة الإعداد لمدافعة الطبائع المتطلعة هو الاستسلام لها. فإنّه ليس أحَدٌ من الناس إلَّا وفيه من كل طبيعةٍ سوء غريزة. وإنما التفاضل بين الناس في مغالبة طبائع السوء.

فأمَّا أنْ يَسْلمَ أحدٌ من أنْ تكون فيه تلك الغرائز شيءٌ، فليس في ذلك مطمعٌ. إلَّا أنَّ الرجل القويَّ، إذا يَرُدُّها بالقمع لها كلما تطلَّعتْ، لم يلبث أنْ يُميتها حتى كأنها ليست فيه. وهي في ذلك كامنة ككُمون النار في العُود والحجر. فإذا وَجَدت قادحًا من علة أو غفلةً، استورت٢ كما تستوري


  1. الجهل هذا هو ضد العلم "بالعين المهملة".
  2. أي استمرت واتقدت والتهبت.