صفحة:الأدب الكبير.pdf/20

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ١٢ –

بَابُ

اعرَفِ الفضلَ في أهل الدين والمُرُوءة في كل كُورة١ وقَرْيةٍ وقبيلة. فلْيكونوا هم إخوانَك وأعوانَك وأخدانَك وأصفياءَك وبطانَتَك ولطفاءَك وثِقاتِك وخُلَطاءك ولا تَقذِفنَّ في رُوعِك أنك إنْ استشرت الرجال، ظهر للناس منك الحاجةُ إلى رأي غيرك. فإنّك لست تريد الرأي للافتخار به، ولكنَّما تريده للانتفاع به. ولو أنك مع ذلك أردت الذكر، كان أحسن الذكرين وأفضلهما


  1. الكورة بضم الكاف الصقع. وذلك من التقاسيم الجغرافية القديمة مثل الرستاق في بلاد فارس والمخلاف في بلاد اليمن والجند في بلاد الشام. وكما نقول الآن مديرية، فيما يختص بأرض مصر. والكورة لفظة فارسية محتة "أي بحتة" استعارها العرب كما استعاروا لفظة الإقليم عن الأغارقة. وهي عندهم دليل على كل صقع يشتمل على عدة من القرى التي تُضاف إلى قصبة أو بندور أو مدينة أو نهر مما يكون اسمه على الكورة كلها.