صفحة:الأدب الكبير.pdf/13

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ٥ –

وأصلُ الأمر في صلاح الجسد أن لا تحملَ عليه من المآكل والمشرب والباه إلَّا خِفًّا١. ثم إنْ قَدَرْتَ على أنْ تعلَمَ جميعَ منافعِ الجسد ومضارِّهِ والانتفاعَ بذلك كلِّه فهو أفضَلُ.

وأصلُ الأمر في البأس والشجاعة أن لا تُحدِّث نفسَك بالإدبار، وأصحابُك مقبلون على عدوِّهم، ثم إنْ قدرتَ على أنْ تكون أوَّلَ حامل وآخرَ مُنْصَرِفٍ، من غير تضييع للحذر٢، فهو أفضلُ.

وأصلُ الأمرِ في الجُودِ أن لا تضِنَّ بالحقوق على أهلها. ثم إنْ قدرتَ أنْ تزيدَ ذا الحقِّ على حقِّه وتَطَوَّلَ على مَن لا حقَّ لهُ فافعلْ، فهو أفضَلُ.


  1. خف يخف خفا "يفتح الخاء في الأخيرة" أي صار خفيفًا. والخف "يكسر الخاء" كل شيء خف محمله. فصار المعنى وجوب التخفيف في تحميل الجسد من المأكل والمشرب والباه. وذلك هو عين الاقتصاد المطلوب في كل شيء. ووردت هذه الكلمة في ش: "خفافا". وأظن المعنى بها لا يستقيم.
  2. والحذر بفتحتين أيضًا. ومعناهما التحرز.