صفحة:الأدب الكبير.pdf/11

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ٣ –

غير أنَّ الذي نجِدُ في كُتُبِهم هو المنتخَلُ١ من آرائهم، والمُنتقى من أحاديثهم.

ولم نجدْهم غادروا شيئًا يجدُ واصفٌ بليغ في صفةٍ لهُ غايةً لم يسبقوه إليها: لا في تعظيم لله ( عزَّ وجلَّ ) وترغيبٍ فيما عنده؛ ولا في تصغيرٍ للدنيا وتزهيدٍ فيها؛ ولا في تحرير صنوف العلم وتقسيم قِسَمِها٢ وتجزئة أجزائها وتوضيح سُبُلِها وتبيين مآخذها؛ ولا في وجهٍ من وجهٍ الأدب وضُروب الأخلاق.

فلم يَبقَ في جليل الأمر ولا صغيره لقائل بعدهم مقال.

وقد بَقِيَتْ أشياءُ من لطائف الأمور فيها مواضعُ لغوامض٣ الفِطَن، مُشْتقَةً من جسامِ حِكَمِ الأوَّلين وقَوْلِهم. فمن ذلك بعضُ ما أنا كاتبٌ في كتابي هذا من أبواب الأدب التي قد يَحتاجُ إليها الناسُ.


  1. أي المصفى المختار.
  2. أي أقسام صنوف العلم.
  3. في ش: الصغار.