صفحة:الأدب الكبير.pdf/102

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٩٤ –

فإنَّ من إرْب١ الأريب دفنُ٢ إرْبه ما استطاع حتَّى يُعْرف بالمسامحة في الخليقة والاستقامة في الطريقة.

ومن إرْبه ألَّا يوارب العاقل المستقيم الطريقة والذي يطلع على غامض إرَبه ويوقفه عليه، فيَمْقُته لذلك.

وإنْ أَردتَ السلامة فأَشْعِر قلبك الهيبة٣ للأمور، من غير أنْ تَظهرَ منك الهيْبةُ، فتُفطنهم بنفسك وتجرِّئَهم عليك وتدعو إليك منهم كلَّ الذي تهاب.

فاشْعَبْ٤ لمداراة ذلك من كتمان الهيبة وإظهار الجُرأة٥ والتهاون٦ طائفة من رأيك.


  1. الإرب "بكسر الهمزة" الدهاء.
  2. أي ستره واراته.
  3. الهيبة المخافه والتقيه.
  4. أي فاجمع والمفعول هو قوله في آخر الجملة: طائفة من رأيك.
  5. الشجاعة والاقدام.
  6. الاستسهال والاستخفاف.