صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/78

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٧٢-

الصيف سأتكئ والحب ساندين رأسينا إلى أغمار القش مفترشين الأعشاب ملتحفين السماء ساهرين مع القمر والنجوم. وفي الخريف سأذهب والحب إلى الكروم، فنجلس بقرب المعاصر ناظرين إلى الأشجار وهي تخلع أثوابها المذهبة متأملين بأسراب الطيور الراحلة إلى الساحل. وفي الشتاء سأجلس والحب بقرب الموقد تاليين حكايات الأجيال مرددين أخبار الأمم والشعوب. وفي أيام الشبيبة سيكون لي الحب مهذبًا، وفي الكهولة عضدًا، وفي الشيخوخة مؤنسًا. سيظل الحب معي يا سلمى إلى نهاية العمر، إلى أن يجيء الموت، إلى أن تجمعني بك قبضة الله.

كانت الألفاظ تتصاعد مسرعة من أعماق نفسي، كأنها شعلات من نار تنمو وتتطاير ثم تتبدد وتضمحلّ في زوايا تلك الحديقة، وكانت سلمى مصغية والدموع تنهمر من عينيها، كأن أجفانها شفاه تجيبني بالدموع على الكلام.