صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/121

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١١٥-

لأنها كانت تترك منزل زوجها الشرعي لتختلي برجل آخر، فهم السقماء الضعفاء الذين يحسبون الأصحاء مجرمين وكبار النفوس متمرِّدين، بل هم كالحشرات التي تدبّ في الظلمة وتخشى الخروج إلى نور النهار كيلا تدوسها أقدام العابرين.

إن السجين المظلوم الذي يستطيع أن يهدم جدران سجنه ولا يفعل يكون جبانًا. وسلمى كرامة كانت سجينة مظلومة، ولم تستطع الانعتاق، فهل تُلام لأنها كانت تنظر من وراء نافذة السجن إلى الحقول الخضراء والفضاء الواسع؟ هل يحسبها الناس خائنة لأنها كانت تجيء من منزل منصور بك غالب لتجلس بجانبي بين عشتروت المقدسة والجبار المصلوب؟ ليقل الناس ما شاؤوا؛ فسلمى قد اجتازت المستنقعات التي تغمر أرواحهم، وبلغت ذلك العالم الذي لا يبلغه عواء الذئاب وفحيح الأفاعي. وليقل الناس ما أرادوا