٥ – تأثير الجميع في نبات بعض العناصر الاجتماعية
ان ما تؤدى اليه الجموع من التخريب لم يكن سوى صفحة صفحات تأثيرها لأنه يوجد خلف تقلبها الظاهر روح تقليدية ثابتة يصعب تقويضها، ويفضل هـذه الروح تعود الجموع الى حالها الماضية، وما في الروح الشعبية من المحافظة يشاهد على الخصوص في الزمر الاجتماعية الآتية وهي : الطبقات والمؤتمرات وطوائف العمال والنقابات والمجامع العلمية الخ.
وفى الغالب يكون عمل هذه الزمر المتجانسة خلاف عمل الجموع المتباينة التي بحثنا عنها آنها، إذ لما كانت الزمر المذكورة غير مبدعة ولا مخربة فانها تعمل في توطيد آراء جديدة تأتى بهـا صفوة الناس أي في اثبات بعض عناصر الحضارة المهمة وهي اللغات والفنون والأزياء والمعتقدات حتى النظريات العلمية
إن عمل الفرد على جانب عظيم من الأهمية، ومع ذلك لا تزهر مبتكرات العبقرية التي هي أمر فردي الا بعد أن تصبح جامعة، فاذا كانت مباحث الفرد هي أساس الحضارة والرقي فان أمرهما لا يتم الا بعد أن استمرتها روح المجموع.
الفصل الثالث
فناء روح الفرد في روح الزمرة
١ – انحلال الجموع الكبيرة وتحولها الى زمر صغيرة في الوقت الحاضر
بعد أن تخلصت روح الفرد بالتدريج من سلطان الجمع أخذت في الزمن الحاضر تميل الى الرجوع الى ما كانت عليه حسب. شكل غير منتظر لا على الشكل الذي يتخيله بعض رجال السياسة النظريين القائل بمساواة الناس في الممايش والأموال تحت ظل الحكومة، إذ ينمو بجانب نظريات الاشتراكيين زير صغيرة يختلف بعضها عن بعض رأيا ومتفعة، ويسمى انحلال المجمتع وتحوله الى تلك الزمر التي لا رابطــة بينها « الحركة النقابية »
