وصخرة عليها أثر موقفه الشريف في مسجد العدَّاس بجبل أبي الأخيلة، وقد تكلم العلامة جار الله محمد بن فهد على هذه المواقف في تحفة الطائف في فضائل الحبر ابن عباس ووج والطائف، إلا أن النسخة التي عندنا وقع بها سقط في هذا الموضع اختلت بسببه العبارة، وفي «إهداء اللطائف من أخبار الطائف» للعجيمي ما نصه: «ومن المآثر موقف بجبل أبي زبيدة في طريق الذاهب إلى وج من جبل يقال له: قرين ثم في سفح جبل يقال له: أبو الأخيلة معبد العداس، وهو في مسجد بالمَثناَة وأثر الموقف ظاهر في صخرة في ركن المسجد المشهور بمسجد الموقف». اهـ. قلنا: وقد بلغنا أن بوج في الجهة المسماة بالمثناة مسجداً به حجر باق إلى اليوم يزعمون أن عليه أثر مرفقه صلى الله عليه وسلم، ولهذا يسمونه بمسجد الكوع؛ لأن العامة تطلق الكوع على المرفق وهو مِن أوهامها، والمظنون أنه المسمى قديماً بمسجد الموقف، ثم سماه الناس في العصور الأخيرة بمسجد الكوع لتوهمهم أن الذي به أثر المرفق الشريف لا القدم لعدم وُضوح الأثر وضوحاً كافيًا فيما يظهر، ولهذا عدَدناه مُن أحجار الأقدام الباقية إلى اليوم وليحقق.
أحجار أخرى كانت بمصر: عليها أثر القدم الشريفة فيما زعموا، أشار إليها السخاوي في ترجمة شمس الدين محمد بن عمر بن محمد بن الزمن الشافعي المتوفى سنة ٨٩٧، وذكر أنها أحضرت له من خيبر، وأنها كانت مع آثار أخرى في مدرسته التي شرع في إنشائها بشاطئ بولاق، قلنا: ولا ندري أين ذهبت، ولعل منها بعض الأحجار المعروفة بمصر الآن، كالحجرين اللذين بتربة قايتباي كما قدمنا، والله أعلم.