المواضع عند مسحها آثار الطلاء بالذهب، وقد اكمدَّ لون القبة وتغير حتى يخيل لرائيها أنها من نحاس.
وأما الحجر الآخر الذي قيل: إنه به أثر الخليل فعليه شبه قبة من خشب مستطيلة دقيقة الأعلى واسعة الأسفل كالقمع ساذجة لا أثر للصناعة فيها.
ولما زار أبو العباس أحمد الفاسي في رحلته إلى الحج سنة ١٣١١ مسجد السلطان قايتباي، وصف الحجرين بقوله: «وتبركت بحجرين هنالك شاع عَلَى ألسنة العوامّ أنهما أثَّرَ فيهما قدما النبي صلى الله عليه وسلم، أحدهما بلصق قبر السلطان المذكور فيه أثر قدمين، والآخر مقابل له يمنة الداخل من الباب فيه أثر آخر، وعليهما بناء وهما مرفوعان من الأرض على بناء، وإن لم يصح ذلك فقد نسبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الجملة والله يعاملنا بنياتنا». ثم نقل عبارة أبي سالم العياشي عنهما في رحلته، ونصها1: «عند رأس القبر حجر مبني عليه بناء حسن فيه أثر قدمين شاع عند الناس أنهما قدما النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك حجر آخر فيه أثر قدم أخرى يقال: إنها قدم الخليل، والناس يزورونها ويذكرون أنها من الذَّخائر التي ظفر بها السلطان قايتباي أيام سلطنته، فجعلت عند قبره رجاء بركتها ولا يبعد ذلك، فقد كان ملكاً عظيماً عدلاً موقراً مهيباً محبباً إلى الخلق، ذا سيرة حسنة في الرعية، واجتهاد في عبادة ربه، إلا أننا لم نر من نصٍّ على أنه ظفر بشيء من هذه الآثار من المؤرخين، بل ذكر جماعة من حفَّاظ المحدثين أن ما استفاض واشتهر خصوصاً على ألسنة الشعراء والمداح من أن رجل النبي صلى الله عليه وسلم غاصت في الحجر
- ↑ نقلها عنه أيضاً أبو العباس أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي في رحلته إلى الحجاز.