التحسين، وبرز أمره الشريف بعمارة قبة معظمة تجاه المدرسة الشريفة التي أنشأها بخُط الشرابيشيين بين سوق الجملون وسوق الخُشَيْبَة1 بمباشرة الجناب العالي الأمير تاني بك الخازندار وناظر الحسبة الشريفة وما معها، وأن تكون القبة المعظمة المأمور بعملها إن شاء الله تعالى مناظرة في الحُسن والإتقان لما سبق، كما رتبها بنظره الشريف ليكون فيها ما خصّها الله تعالى به من تعظيمها بالمصحف الشريف العثماني والآثار الشريفة النبوية وغير ذلك من مصاحف وربعات». اهـ.
قلت: المصحف المذكور المنسوب لذي النورين عثمان رضي الله عنه هو الذي كان بمدرسة القاضي الفاضل التي كانت بدرب ملوخية2 المعروف الآن بدرب القزازين قرب المشهد الحسيني، وقد زالت هذه المدرسة وعفا أثرها، وكانت بها خزانة كتب عديمة النظير تجمع على ما قيل مائة ألف مجلد، ذكر المقريزي أنها تفرقت ولم يبق منها غير هذا المصحف الذي تسميه الناس مصحف عثمان بن عفان، وقد استطرد العلامة القسطلاني في المناقب التي ألفها للإمام الشاطبي ناظم الشاطبية لذكر هذا المصحف في كلامه عَلَى تولي هذا الإمام الإقراء بهذه المدرسة، فنقل عبارة
- ↑ تصغير خشبة، ويعرف هذا السوق أيضًا بسوق البخانقيين وقيل له سوق الخشيبة لخشبة جعلت على بابه تمنع الراكب من الوصول إليه كما في خطط المقريزي.
- ↑ ملوخية الذي عرف به هذا الدرب رجل كان صاحب ركاب الحاكم بأمر الله الفاطمي ويعرف بملوخية الفراش، وقد قتله الحاكم وباشر قتله ولعل اسمه منقول من اسم النبات الذي يطبخ ويؤكل بمصر فيكون بضم الميم واللام وكسر الخاء المعجمة وفتح المثناة التحتية المشددة.