وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي: «أخرج الإمام أحمد في الزهد عن عروة ابن الزبير رضي الله عنه أن ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يخرج فيه للوفد رداء حضرمي طوله أربع أذرع وعرضه ذراعان وشبر، فهو عند الخلفاء قد خلق وطووه بثياب تلبس يوم الأضحى والفطر» اهـ.
اختلافهم فيهـا
لا خلاف بين المؤرخين في كون البردة العباسية أثراً نبوياً صحيحاً، ولكن لما كان المخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم بردتين اختلفوا في التي صارت منهما لبني العباس. قال الإمام الماوردي في الأحكام السلطانية: «وأما البردة فقد اختلف الناس فيها، فحكى أبان ابن ثعلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وهبها لكعب بن زهير واشتراها منه معاوية رضي الله عنه، وهي التي يلبسها الخلفاء. وحكى ضمرة ابن ربيعة أن هذه البردة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها أهل أيلة أماناً لهم، فأخذها منهم سعيد بن خالد بن أبي أوفى، وكان عاملاً عليهم من قبل مروان بن محمد، فبعث بها إليه وكانت في خزائنه حتى أخذت بعد قتله. وقيل اشتراها أبو العباس السفاح بثلثمائة دينار» اهـ. وقد حُكي هذا الخلاف في صبح الأعشى وتاريخ الخلفاء للسيوطي وأخبار الدول للقرماني وحاشية البغدادي على شرح ابن هشام على بانت سعاد. وتفصيل هذا الإجمال في الرأي الأول: أن كعب بن زهير بن أبي سلمى رضي الله عنه لما بلغه إسلام أخيه بخير غضب وبعث إليه بأبيات يلومه