مرّة ثمّ أطلق فحجَّ وزار وسافر إلى بعض البلاد وعاد إلى القاهرة مستوطناً لها إلى أن توفّى بها.
قلنا: دار تنكز المذكورة لم تزل باقية إلى اليوم بشارع الخرنفش، وكان يسكنها قاضي القضاة إبراهيم بن جماعة ثمّ ملكها القاضي عبد الباسط المذكور وتنقلت بعده من مالك إلى آخر حتّى اشتراها عباس باشا الكبير قبل توليه على مصر، فغير معالمها وجدد بناءها عَلَى ما هي عليه الآن وسماها بالإلهاميَّة نسبة لولده إلهامي باشا ثمّ اشتراها خليل باشا يكن من تركة إلهامي باشا ثمّ اشتراها منه عزيز مصر الخديو إسماعيل وأنعم بها على السادة البكرية شيوخ مشايخ الصوفية لما أخذ دارهم التي كانت عَلَى بركة الأزبكية عند تنظيم شوارعها، وما زالت إلى اليوم للبكرية يسكنونها، والمدرسة التي بناها القاضي تجاهها ذكرها المقريزي في الجوامع باسم الجامع الباسطي، وهو باق أيضاً إلى اليوم ويعرف بجامع القاضي عبد الباسط وبجامع عبّاس باشا لتجديده بعض بنائه وبه قبر الشيخ أحمد بن خليل السبكي المتوفى سنة ١٠٣٢، وكان يتولَّى الإمامة والخطابة به، وأما القطعة من النعل الشريفة فقد فصَّل المقريزي خبرها في تاريخه المسمّى لمعرفة دول الملوك ونقله عنه المقّري بمعناه في فتح المتعال فقال:
«ذكر المقريزي المؤرخ المصري رحمه الله في تاريخه المسمى بالسلوك ما معناه أن السلطان سيف الدين جقمق لما غضب على القاضي زين الدين عبد الباسط وأمر بجعله في البرج دخل عليه والي القاهرة وأمره أن يخلع جميع ما عليه