صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/97

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عمری مثل هذه الليلة فلما أصبح الصباح قمت ورميت لها تحت الفراش المنديل الذی فيه الدنانير وودعتها وخرجت فبكت وقالت يا سيدی متى أرى هذا الوجه المليح فقلت لها اكون عندك وقت العشاء فلما خرجت أصبت الحمار الذی جاء بی بالامس على الباب ينتظرنی فركبت معه حتى وصلت خان مسرور فنزلت وأعطيت الحمار نصف دينار وقلت له تعالى فی وقت الغروب قال على الرأس فدخلت الخان وافطرت ثم خرجت اطالب بثمن القماش ثم رجعت وقد عملت لها خروفا مشويا وأخذت حلاوة ثم دعوت الحمال ووصفت له المحل وأعطيته اجرته ورجعت فی أشغالی الي الغروب فجاءنی الحمار فاخذت خمسين دينارا وجعلتها في منديل ودخلت فوجدتهم مسحوا لرخام وحلوا النحاس وعمروا القناديل وأوقدوا الشموع وغرفوا الطعام وروقوا الشراب فلما رأتنی رمت يديها على رقبتی وقالت أوحشتنی ثم قدمت الموائد فأكلنا حتى اكتفينا ورفعت الجواری المائدة وقدمت المدام فلم نزل فی شراب وتقبيل وحظ الى نصف الليل فنمنا الى الصباح ثم قمت وناولتها الخمسين دينارا على العادة وخرجت من عندها فوجدت الحمارفركبت الي الخان فنمت ساعة ثم قمت جهزت العشا فعملت جوزا ولوزا وتحتهم ارز مفلفل وعملت قلقاسا مقليا ونحو ذلك وأخذت فاكهة نقلا ومسموما وأرسلتها وسرت الى البيت وأخذت خمسين دينارا فی منديل وخرجت فركبت مع الحمار على العادة الى القاعة فدخلت ثم أكلنا وشربنا ونمنا الي الصباح ولما قمت رميت لها المنديل وركبت الى الخان على العادة ولم أزل على تلك الحالة مدة الى ان بت واصبحت لا أملك درهما ولا دينار فقلت فی نفسي هذا من فعل الشيطان وأنشدت هذه الابيات

فقر الفتی یذهب أانواره
مثل اصفرارالشمس عندالمغیب
ان غاب لایذکر بین الوری
وان أتی فماله من نصیب
یمر فی الا سواق مستخیفا
وفی الفلا یبکی بدمع صبیب
والله ما الانسان من أهله
اذا ابتلی بالفقر الا غریب

ثم تمشيت الى ان وصلت بين القصرين ولا زلت امشی حتى وصلت الى باب زويلة فوجدت الخلق فی ازدحام والباب منسد من كثرة الخلق فرأيت بالامر المقدر جنديا فزاحمته بغير اختياری فجاءت يدی على جيبه فجسيته فوجدت فيه صرة من داخل الجيب الذی یدی عليه فعمدت الى تلك الصرة فاخذتها من جيبه فاحس الجندی بان جيبه خف فحط يده فی جيبه فلم يجد شيئا والتفت نحوی ورفع يده بالدبوس وضربنی على رأسی فسقطت الى الارض فاحاط الناس بنا وامسكوا لجام فرس الجندي وقالوا أمن أجل الزحمة تضرب هذا الشاب هذه الضربة فصرخ عليهم الجندی وقال هذا حرامي سارق فعند ذلك افقت ورأيت الناس يقولون هذا الشاب مليح لم يأخذ شيئا فبعضهم يصدق بعضهم يكذب وكثر القيل والقال وجذبنی الناس وأرادوا خلاصی منه فبامر المقدر جاء الوالی هو وبعض الحكام فی هذا الوقت ودخلوا من الباب فوجدوا الخلق مجتمعين علی وعلى الجندی فقال الوالی ما الخبر فقال الجندی والله يا أميران هذا حرامی وكان فی جيبی