الدين ابن أخيه وولادة ابنته ست الحسن متوافقين فاخذ الورقتين وطلع بهما الى السلطان واعلمه بما جرى من أول الامر الى آخره فتعجب الملك وأمر أن يؤرخ هذا الامر فی الحال ثم أقام الوزير ينظر ابن أخيه فما وقع له على خبر فقال والله لاعملن عملا ما سبقنی اليه أحد وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة ۲٤) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان الوزير اخذ دواة وقلما وكتب أمتعة البیت وان الخشخانة فی موضع كذا والستارة الفلانية فی موضع كذا وكتب جميع ما فی البيت ثم طوى الكتاب وأمر بخزن جميع الامتعة واخذ العمامة والطربوش وأخذ معه الفرجية والكيس وحفظهما عنده واما بنت الوزير فانها لما كملت أشهرها ولدت ولذا مثل القمر يشبه والده من الحسن والكمال والبهاء والجمال فقطعوا سرته وكحلوا مقلته وسلموه الى المرضعات وسموه عجيبا فصار يومه بشهر وشهره بسنة فلما مر عليه سبع سنين أعطاه جده لفقيه ووصاه ان يربيه ويحسن تربيته فاقام فی المكتب أربع سنوات فصار يقاتل أهل المكتب ويسبهم ويقول لهم من منكم مثلی أنا ابن وزير مصر فقام الاولاد واجتمعوا يشكون الى العريف ما قاسوه من عجيب فقال لهم العريف انا أعلمكم شيئا تقولون له لما يجیء فيتوب عن المجیء للمكتب وذلك انه اذا جاء غدا فاقعدوا حوله وقولوا لبعضكم والله ما يلعب معنا هذه اللعبة الا من يقول لنا على اسم أمه واسم أبيه ومن لم يعرف اسم امه واسم أبيه فهو بن حرام فلا يلعب معنا فلما أصبح الصباح أتوا الى المكتب وحضر عجيب فاحتاطت به الاولاد وقالوا نحن نلعب لعبة ولكن ما يلعب معنا الا من يقول لنا عن اسم أمه واسم أبيه واتفقوا على ذلك فقال واحد منهم اسمی ماجدی وأمی علوی وأبی عز الدين وقال الآخر مثل قوله والآخر كذلك الى ان جاء الدور الى عجيب فقال أنا اسمی عجيب وأمی ست الحسن وأبی شمس الدين والوزير بمصر فقالوا له والله ان الوزير ما هو أبوك فقال عجيب الوزير أبی حقيقة فعند ذلك ضحكت عليه الاولاد وصفقوا عليه وقالوا أنت ما تعرف لك أبا فقم من عندنا فلا يلعب معنا الا من يعرف اسم أبيه وفی الحال تفرق الاولاد من حوله وتضاحكوا عليه فضاق صدره وانخنق بالبكاء فقال له العريف هل تعتقد ان أباك جدك الوزير أبو أمك ست الحسن ان اباك ما تعرفه أنت ولا نحن لان السلطان زوجها للسائس الاحدب وجاءت الجن فناموا عندها فان لم تعرف لك أبا يجعلونك بينهم ولد زنا ألا ترى ان ابن البائع يعرف أباه فوزير مصر انما هو جدك وأما أبوك فلا نعرفه نحن ولا أنت فارجع لعقلك فلما سمع ذلك الكلام قام من ساعته ودخل على والدته ست الحسن وصار يشكو لها وهويبكی ومنعه البكاء من الكلام فلما سمعت امه كلامه وبكاءه التهب قلبها عليه وقالت له يا ولدی ما الذی أبكاك فاحك لی قصتك فحكى لها ما سمعه من الاولاد ومن العريف وقال يا والدتی من هو ابی قلت له أبوك وزير مصر فقال لها ليس هو أبی فلا تكذبی علی فان الوزير أبوك أنت لا أبی أنا فمن هو أبی فان لم تخبرينی بالصحيح قتلت روحی بهذا الخنجر فلما سمعت والدته