صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/66

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الرابع أرسل الیه الخليفة يطلبه فلما تمثل بين يديه قال له أين قاتل الصبية قال جعفر يا أمير المؤمنين هل أنا أعلم الغيب حتى أعرف قاتلها فاغتاظ الخليفة وأمر بصلبه على باب قصره وامر مناديا ينادی فی شوارع بغداد من أراد الفرجة على صلب جعفر البرمكی وزير الخليفة وصلب أولاد عمه على باب قصر الخليفة فليخرج ليتفرج فخرجت الناس من جميع الحارات ليتفرجوا على صلب جعفر وصلب أولاد عمه ولم يعلموا سبب ذلك ثم أمر بنصب الخشب فنصبوه وأوقفوهم تحته لاجل الصلب وصاروا ينتظرون الاذن من الخليفة وصار الخلق يتباكون على جعفر وعلى أولاد عمه فبينما هم كذلك واذا بشاب حسن نقی الاثواب يمشی بين الناس مسرعا الى أن وقف بين يدی الوزير وقال له سلامتك من هذه الوقفة يا سيد الامراء وكهف الفقراء أنا الذی قتلت القتيلة التی وجدتموها فی الصندوق فاقتلنی فيها واقتص منی فلما سمع جعفر كلام الشاب وما أبداه من الخطاب فرح بخلاص نفسه وحزن على الشاب فبينما هم فی الكلام واذا بشيخ كبير يفسح الناس ويمشی بينهم بسرعة الى أن وصل الى جعفر والشاب فسلم عليهما ثم قال أيها الوزير لا تصدق كلام هذا الشاب فانه ما قتل هذه الصبية الا أنا فاقتص لها منی فقال الشاب أيها الوزير أن هذا الشيخ كبير خرفان لا يدری ما يقول وأنا الذی قتلتها فاقتص لها منی فقال الشيخ يا ولدی أنت صغير تشتهی الدنيا وأنا كبير شبعت من الدنيا وأنا أفديك وأفدي الوزير وبنی عمه وما قتل الصبية الا أنا فبالله عليك أن تعجل بالاقتصاص منی فلما نظر الى ذلك الامر تعجب منه وأخذ الشاب والشيخ وطلع بهما عند الخليفة وقال يا أمير المؤمنين قد حضر قاتل الصبية فقال الخليفة أين هو فقال ان هذا الشاب يقول انا القاتل وهذا الشيخ يكذبه ويقول لا بل أنا القاتل فنظر الخليفة الى الشيخ والشاب وقال من منكما قتل هذه الصبية فقال الشاب ما قتلتها الا أنا وقال الشيخ ما قتلها الا أنا فقال الخليفة لجعفر خذ الاثنين واصلبهما فقال جعفر اذا كان القاتل واحد فقتل الثانی ظلم فقال الشاب وحق من رفع السماء وبسط الارض انی أنا الذي قتلت الصبية وهذه أمارة قتلها ووصف ما وجده الخليفة فتحقق عند الخليفة أن الشاب هو الذی قتل الصبية فتعجب الخليفة وقال وما سبب قتلك هذه الصبیة بغیرحق وماسبب اقرارك بالقتل من غير ضرب وقولك اقتصوا لها منی فقال الشاب اعلم يا أميرالمؤمنين أن هذه الصبية زوجتی وبنت عمی وهذا الشيخ أبوها وهو عمی وتزوجت بها وهی بكر فرزقنی الله منها ثلاثة أولاد ذكورا وكانت تحبنی وتخدمنی ولم أرعليها شيئا فلما كان أول هذا الشهر مرضت مرضا شديدا فاحضرت لها الاطباء حتى حصلت لها العافية فاردت أن أدخلها الحمام فقالت انی أريد شيئا قبل دخول الحمام لانی أشتهيه فقلت لها وما هو فقالت انی اشتهی تفاحة أشمها وأعض منها عضة فطلعت من ساعتی الى المدينة وفتشت على التفاح ولو كانت الواحدة بدينار فلم أجده فبت تلك الليلة وأنا متفكر فلما أصبح الصباح خرجت من بيتی ودرت على البساتين واحد واحد فلم أجده فيها فصادفنی خولی كبير فسألته عن التفاح فقال يا ولدی هذا شیء قل أن يوجد لانه معدوم ولا يوجد الا فی بستان أميرالمؤمنين الذی فی البصرة وهو عند خولی يدخره للخليفة فجئت الى