أعظم غرضها ثم أن والدك اخذ في تمام صيامه فقالت له يا ولدی اني متوجهة إلى رجال الغيب فأحضر لی صفية فدعا بها فحضرت فی ساعتها فسلمها إلى العجوز فخلطتها بالجواری ثم دخلت العجوز مخدعها وخرجت للسلطان بكاس مختوم وناولته له وقالت اذا كان يوم الثلاثين فادخل الحمام ثم اخرج منه وادخل خلوة من الخلاوی التی في قصرك واشرب هذا الكاس وثم فقد نلت ما تطلب والسلام منی عليك فعند ذلك فرح الملك وشكرها وقبل يدها فقالت له استودعك الله فقال لها ومتى أراك أيتها السيدة الصالحة فانی أود أن لا افارقك فدعت له وتوجهت ومعها الجواری والملكة صفية وقعد الملك بعدها ثلاثة أيام ثم هل الشهر فقاء الملك ودخل الحمام وخرج من الحمام الى الخلوة التی فی القصر وأمر أن لا يدخل عليه أحد ورد الباب عليه ثم شرب الكاس ونام ونحن قاعدون فی انتظاره الى آخر النهار فلم يخرج من الخلوة فقلنا لعله تعبان من الحمام ومن سهر الليل وصيام النهار فبسبب ذلك نام فانتظرناه ثانی يوم فلم يخرج فوقفنا بباب الخلوة واعلنا برفع الصوت لعله ينتبه ويسأل عن الخبر فلم يحصل منه فخلعنا الباب ودخلنا عليه فوجدناه قد تمزق لحمه وتفتت عظمه فلما رأيناه على هذه الحالة عظم علينا ذلك وأخذنا الكاس فوجدنا فی غطائه قطعة ورق مكتوبا فيها من أساء لا يستوحش منه وهذا جزاء من يتحیل على بنات الملوك ويفسدهن والذی نعلم به كل من وقف على هذه الورقة أن شركان لما جاء بلادنا أفسد علينا الملكة ابريزة وما كفاه ذلك حتى أخذها من عندنا وجاء بها اليكم ثم أرسلها مع عبد اسود فقتلها ووجدناها مقتولة فی الخلاء مطروحة على الارض فهذا ما هو فعل الملوك وما جزاء من يفعل هذا الفعل إلا ما حل به وأنتم لا تتهموا أحد بقتله ما قتله إلا العاهرة الشاطرة التی اسمها ذات الدواهی وها انا أخذت زوجة الملك صفية ومضيت بها إلى والدها افريدون ملك القسطنطينية ولا بد نغزوكم ونقتلكم ونأخذ منكم الديار فتهلكون عن آخركم ولا يبقى منكم ديار ولا من ينفخ النار الا من يعبد الصليب والزنارفلما قرأنا هذه الورقة علمنا أن العجوز خدعتنا وتمت حيلتها علينا فعند ذلك صرخنا ولطنمنا على وجوههنا وبكينا فلم يفدنا البكاء شيئا واختلفت العساكر فيمن يجعلونه سلطانا عليهم فمنهم من يريدك ومنهم من يريد أخاك شركان ولم نزل فی هذا الاختلاف مدة شهر ثم جمعنا بعضنا وأردنا أن نمضی إلى اخيك شركان فسافرنا إلى أن وجدناك وهذا سبب موت الملك عمر النعمان فلما فرغ الوزير من كلامه بكى ضوء المكان هو وأخته نزهة الزمان وبكى الحاجب أيضاً ثم قال الحاجب لضوء المكان أيها الملك ان البكاء لا يفيدك شيئا ولا يفيدك إلا انك تشد قلبك وتقوي عزمك وتؤيد مملكتك ومن خلف مثلك فعند ذلك سكت عن بكائه وأمر بنصب السرير خارج الدهليز ثم أمر أن يعرضوا عليه العساكر ووقف الحاجب بجانبه والسلحدراية من ورائه ووقف الوزير دندان قدامه ووقف كل واحد من الامراء وأرباب الدولة فی مرتبته ثم ان الملك ضوء المكان قال للوزير دندان اخبرنی بخزائن ابی فقال سمعا وطاعة واخبره بخزائن الاموال وبما فيها من الذخائر والجواهر وعرض عليه ما فی خزانته من الاموال فانفق على العساكر وخلع على الوزير دندان خلعة سنية وقال له اتت في
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/231
المظهر