انتقل إلى المحتوى

صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/226

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
الا اثنتين فما تقربهما أبدا
الشرك بالله والاضرار بالناس

وما أحسن قول الشاعر

اذا أنت لم يصحبك زاد من التقى
ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله
وانك لم ترصد كما كان أرصدا

ثم تقدمت الجارية الثالثة بعد أن تأخرت الثانية وقالت ان باب الزهد واسع جدا ولكن أذكر بعض ما يحضرنی فيه عن السلف الصالح قال بعض العارفين أنا أستبشر بالموت ولا أتيقن فيه راحة فيرانی علمت أن الموت يحول بين المرء وبين الأعمال فارجو مضاعفة العمل الصالح وانقطاع العمل السیء وكان عطاء السلمی اذا فرغ من وصيته انتفض وارتعد وبكى بكاء شديداً فقيل له لم ذلك فقال انی أتريد أن أقبل على أمر عظيم وهو الانتصاب بين يدی الله تعالى للعمل بمقتضى الوصية ولذلك كان علی زين العابدين بن الحسين يرتعد اذا قام للصلاة فسئل عن ذلك فقال أتدرون لمن أقوم ولمن أخاطب وقيل كان بجانب سفيان الثوری رجل ضرير فاذا كان شهر رمضان یخرج ویصلی بالناس فیسکت ویبطی ءوقال سفیان اذا کان يوم القيامة آتي باهل القرآن فيميزون بعلامة مزيد الكرامة عمن سواهم وقال سفيان لو أن النفس استقرت فی القلب كما ينبغی لطار فرحا وشوقا الى الجنة وحزنا وخوفا من النار وعن سفيان الثوری أنه قال النظر الى وجه الظالم خطيئة ثم تأخرت الجارية الثالثة وتقدمت الجارية الرابعة وقالت وها أنا أتكلم ببعض ما يحضرنی من أخبار الصالحين روی أن بشر الحافی قال سمعت خالدا يقول اياكم وسرائر الشرك فقلت له وما سرائر الشرك قال أن يصلی احدكم فيطيل ركوعه وسجوده حتى يلحقه الحدث وقال بعض العارفين فعل الحسنات يكفر السيآت وقال بعض العارفين المست من بشر الحافی شيأ من سرائر الحقائق فقال يا بنی هذا العلم لا ينبغی أن نعلمه كل احد فمن كل مائة خمسة مثل زكاة الدرهم قال ابراهيم بن أدهم فاستحليت كلامه واستحسنته فبينما انا اصلی واذا ببشر يصلی فقمت وراءه أركع الى أن يؤذن المؤذن فقام رجل رث الحالة وقال يا قوم احذروا الصدق الضار ولا بأس بالكذب النافع وليس مع الاضطراراختيارولا ينفع الكلام عند العدم كما لا يضر السكوت عند وجود الوجود وقال ابراهيم رأيت بشر سقط منه دانق فقمت اليه واعطيته درهما فقال لا آخذه فقلت انه من خالص الحلال فقال انا لست استبدل نعم الدنيا بنعم الآخرة ويروى أن أخت بشر الحافی قصدت احمد بن حنبل وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفي ليلة 101) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان الوزير دندان قال لضوء المكان ان الجارية قالت لوالدك ان اخت بشر الحافی قصدت احمد بن حنبل فقالت له يا امام الدين انا قوم نغزل بالليل ونشتغل بمعاشنا فی النهار وربما تمر بنا مشاعل ولاة بغداد ونحن على السطح نغزل فی ضوئها فهل يحرم علينا ذلك قال لها من أنت قالت اخت بشر الحافی فقال يا اهل بشر لا ازال استنشق الورع من قلوبكم وقال بعض العارفين اذا اراد الله بعبد خيرا فتح عليه باب العمل