قتله فقال لهما الخبرمع الوزیردندان وفی غد يكون هو والجيش كله في هذا المكان وما بقی فی الامر ايها الملك إلا أن تفعل ما اشاروا به لانهم كلهم اختاروك سلطانا وان لم تفعل سلطنوا غيرك وانت لا تأمن علي نفسك من الذی يتسلطن غيرك فربما يقتلك أو يقع الفشل بينكما ويخرج الملك من ايديكما فاطرق برأسه ساعة من الزمان ثم قال قبلت هذا الامر لانه لا يمكن التخلی عنه وتحقق ان الحاجب تكلم بما فيه الرشاد ثم قال للحاجب يا عم وكيف أعمل مع أخی شركان فقال يا ولدي أخوك يكون سلطان دمشق وأنت سلطان بغداد فشد عزمك وجهز أمرك فقبل منه ضوء المكان ذلك ثم ان الحاجب قدم اليه البدلة التی كانت مع الوزير دندان من ملابس الملوك وناوله النمشة وخرج من عنده وأمر الفراشين ان يختاروا موضعا عاليا وينصبوا فيه خيمة واسعة عظيمة للسلطان ليجلس فيها اذا اقدم عليه الامراء ثم أمر الطباخين أن يطبخوا طعاما فاخرا ويحضروه وأمر السقایين ان ينصبوا حياض الماء وبعد ساعة طار الغبار حتى سد الاقطار ثم انكشف ذلك الغبار وبان من تحته عسكر جرار مثل البحر الزخاروأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی ليلة 97) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان الحاجب لما أمر الفراشين ان ينصبوا خيمة واسعة لاجتماع الناس عند الملك نصبوا خيمة عظيمة على عادة الملوك فلما فرغوا من أشغالهم واذا بغبار قد طار ثم محق الهواء ذلك الغبار وبان من تحته عسكر جرار وتبين ان ذلك العسكر عسكر بغداد وخراسان ومقدمه الوزير دندان وكلهم فرحوا بسلطنة ضوء المكان وقابلهم لابسا خلعة الملك متقلدا بسيف الموكب فقدم له الحاجب الفرس فركب وسار هو ومماليكه وجميع من فی الخيام مشى في خدمته حتى دخل القبة الكبيرة وجلس ووضع النمشة على فخذيه ووقف الحاجب فی خدمته بين يديه ووقفت مماليكه فی دهليز الخيمة وشهروا فی ايديهم السيوف ثم اقبلت العساكر والجيوش وطلبوا الاذن فدخل الحاجب واستأذن لهم السلطان ضوء المكان فامر ان يدخلوا عليه عشرة عشرة فاعلمهم الحاجب بذلك فاجابوه بالسمع والطاعة ووقف الجميع على باب الدهليز فدخلت عشرة منهم فشق بهم الحاجب في الدهلیز ودخل بهم علی السلطان ضوء المکان فلما رأوه هابوه فتلقاهم أحسن ملتقى ووعدهم بكل خير فهنؤوه بالسلامة ودعوا له وحلفوا له الايمان الصادقة انهم لا يخالفو اله أمرا ثم قبلوا الارض بين يديه وانصرفوا ودخلت عشرة أخری ففعل بهم مثل ما فعل بغيرهم ولم يزالوا يدخلون عشرة بعد عشرة حتى لم يبق غير الوزير دندان فدخل عليه وقبل الارض بين يديه فقام اليه ضوء المكان واقبل عليه وقال له مرحبا بالوزير والوالد الكبيران فعلك فعل المشير العزيز والتدبير بيد اللطيف الخبير ثم ان الحاجب خرج فی تلك الساعة وامر بمد السماط وامر باحضار العسکر جمیعا فحضر واوأ کلوا وشربو اثم ان الملك ضوء المكان قال للوزير دندان اؤمر العسكر بالاقامة عشرة أيام حتى اختلی بك وتخبرني بسبب قتل أبی فامتثل الوزير قول السلطان وقال لا بد من ذلك ثم خرج الى وسط الخيام وامر العسكر بالاقامة عشرة أيام فامتثلوا أمره ثم ان الوزير أعطاهم اذنا انهم يتفرجون ولا يدخل أحد من ارباب الخدمة عند الملك مدة ثلاثة أيام فتضرع جميع الناس ودعوا