فلما سمع الغضبان ذلك الشعر غضب عضبا شديدا واحمرت مقلته واغبرت سحنته وانتفخت مناخره وامتدت مشافره وزادت به النفرات وأنشد هذه ألابيات
فلما سمعت ابريزة كلامه بكت بكاء شديدا وقالت ويلك يا غضبان وهل بلغ من قدرك أن تخاطبنی بهذا الخطاب يا ولد الزنا وتربية الخنا أتحسب أن الناس كلهم سواء فلما سمع ذلك العبد النحس هذا الكلام غضب منها غضبا شد پدا وتقدم اليها وضربها بالسيف فقتلها وساق جوادهما قدامه بعد أن أخذ المال وفر بنفسه هاربا في الجبال هذا ما كان من أمر الغضبان(وأما)ما كان من أمر الملكة اپريزة فانها صارت طريحة على الارض وكان الولد الذی ولدته ذكرا فحملته مرجانة فی حجرها وصرخت صرخة عظيمة وشقت أثوابها وصارت تحثو التراب على رأسها وتلطم على خدها حتى طلع الدم من وجهها وقالت واخیبتاه كيف قتل سيدتی عبد اسود لا قيمة له بعد فروسيتها فبينما هی تبكی وإذا هي بغبار قد ثار حتى سد الاقطار ولما انكشف ذلك الغبار بان من تحته عسكر جرار وكانت العساكرعساكر ملك الروم والد الملكة ابريزة وسبب ذلك انه لما سمع أن ابنته هربت هي وجواريها الى بغداد وانها عند الملك عمر النعمان خرج بمن معه ليسأل المسافرين من أين أتوا لعله يعلم بخبر ابنته وكان على بعد هؤلاء الثلاثة ابنته والعبد الغضبان وجاريتها مرجانة فقصدهم ليسألهم فلما قصدهم خاف العبد على نفسه بسبب قتلها فنجا بنفسه فلما أقبلوا عليها رآها أبوها مرمية على الارض وجاريتها تبكی عليها فرمى نفسه من فوق جواده ووقع على الارض مغشياً عليه فترجل كل من كان معه من الفرسان والامراء والوزراء وضربوا الخيام فی الجبال ونصبوا قبة للملك حردوب ووقف ارباب الدولة خارج تلك القبة فلما رأت مرجانة سيدها عرفته وزادت فی البكاء والنحيب فلما أفاق الملك من غشيته سألها عن الخبر فاخبرته بالقصة وقالت له ان الذی قتل ابنتك عبد اسود من عبيد الملك النعمان واخبرته بما فعله الملك عمر النعمان بابنته فلما سمع الملك حردوب ذكلك الكلام اسودت الدنيا فی وجهه وبكى بكاء شديدا ثم امر باحضار محفة وحمل بنته فيها ومضى الى قيسارية وأدخلوها القصر ثم ان الملك حردوب دخل على أمه ذات الدواهي وقال