سيقانها وهی ملقاة على ظهرها فمدت يدها الى منديل من مناديلها وأصلحت به شأن سيدتها ومسحت عنها ذلك الدم فلما أصبح الصباح تقدمت الجارية مرجانة وغسلت وجه سيدتها ويديها ورجليها ثم جاءت بماء الورد وغسلت وجهها وفمها فعند ذلك عطست الملكة ابريزة وتقلیت ذلك البنح فنزلت القطعة البنح من باطنها كالقرص ثم انها غسلت فمها ويدها وقالت لمرجانة اعلمينی بما كان من أمری فاخبرتها انها رأتها ملقاة على ظهرها ودمها سائل على فخذيها فعرفت ان الملك عمر النعمان قد وقع بها وواصلها وتمت حيلته عليها فاغتمت لذلك غما شديدا وحجبت نفسهاوقالت لجواريها امنعوا كل من أراد أن يدخل علی وقولوا له انها ضعيفة حتى أنظر ماذا يفعل الله بي فعند ذلك وصل الخبر الى الملك عمر النعمان بان الملكة أبريزة ضعيفة فصار يرسل اليها الاشربة والسكر والمعاجين وأقامت على ذلك شهورا وهی محجوبة ثم ان الملك قد بردت ناره وانطفأ شوقه اليها وصبر عنها وكانت قد علقت منه فلما مرت عليها أشهر وظهر الحمل وكبرت بطنها ضاقت بها الدنيا فقالت لجاريتها مرجانة اعلمی أن القوم ما ظلمونی وانما أنا الجانية على نفسی حيث أبی وأمی ومملكتی وأنا قد كرهت الحياة وضعفت همتی ولم يبق عندی من الهمة ولا من القوة شیء وكنت اذا ركبت جوادی اقدر عليه وأنا الآن لا اقدرعلی الركوب ومتى ولدت عندهم صرت معيرة عند الجواري وكل من فی القصر يعلم أنه ازال بكارتی سفاحا واذا رجعت لابی بای وجه القاه وباي وجه ارجع اليه وما احسن قول الشاعر
فقالت لها مرجانة الامر امرك وانا فی طوعك فقالت وانا اليوم اريد اخرج سرا بحيث لا يعلم بی احد غيرك واسافر الى ابی وامی فان اللحم اذا انتن ما له الا اهله والله يفعل بي ما يريد فقالت لها ما تفعلين ايتها الملكة ثم أنها جهزت احوالها وكتمت سرها وصبرت اياما حتى خرج الملك للصيد والقنص وخرج ولده شركان الى القلاع ليقيم بها مدة من الزمان فاقبلت ابريزة على جاريتها مرجانة وقالت لها اريد ان اسافر فی هذه الليلة ولكن كيف اصنع فی المقادير وقد قرب اوان الطلق والولادة وان قعدت خمسة ايام أواربعة وضعت هنا ولم اقدر ان اروح بلادی وهذا ما كان مكتوبا على جبينی ومقدرا علی فی الغيب ثم تفكرت ساعة وبعد ذلك قالت لمرجانه انظري لنا رجلا يسافر معنا ويخدمنا فی الطريق فانه ليس لی قوة على حمل السلاح فقالت مرجانة والله يا سيدتی ما اعرف غير عبد اسود اسمه الغضبان وهو من عبيد الملك عمر النعمان وهو شجاع ملازم لباب قصرنا فان الملك أمره ان يخدمنا وقد غمرناه باحساننا فها انا اخرج اليه واكلمه فی شأن هذا الامر واعده بشیء من المال واقول له اذا اردت المقام عندنا ازوجك بمن شئت وكان قد ذكر لی قبل اليوم انه كان يقطع الطريق فان هو وافقنا بلغنا مرادنا ووصلنا الى بلادنا فقالت لها هاتيه عندی حتى احدثه