حكاية التاجرأيوب وابنه غانم وبنته فتنة
قالت بلغنی أیها الملك السعیدانه کان فی قدیم الزمان وسالف العصر والاوان تاجر من التجارله مال وله ولدکانه البدرلیلة تمامه فصیح اللسان یسمه غانم بن أیوب المتیم المسلوب وله أخت اسمها فتنة من فرط حسنها وجمالها فتوفی والد هما وخلف لهما مالا جزیلا وأدرك شهرزاد الصباح فسکتت عن الکلام المباح
(وفی لیلة 52) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان ذلك التاجر خلف لهما مالا جزيلا ومن جملة ذلك مائة حمل من الخز والديباج ونوافج المسك ومكتوب على الاحمال هذا بقصد بغداد وكان مراده ان يسافر الى بغداد فلما توفاه الله تعالى ومضت مدة أخذ ولده هذه الاحمال وسافر بهاالی بغداد وكان ذلك فی زمن هرون الرشيد وودع امه وأقاربه وأهل بلدته قبل سيره وخرج متوكلا على الله تعالى وكتب الله له السلامة حتى وصل الى بغداد وكان مسافرا صحبة جماعة من التجارفاستاجرله دارا حسنة وفرشها بالبسط والوسائد وأرخى عليها الستور وانزل فيها تلك الاحمال والبغال والجمال وجلس حتى استراح وسلم عليه تجار بغداد واكابرها ثم أخذ بقجة فيها عشرة تفاصيل من القماش النفيس مكتوب عليها أثمانها ونزل بها الى سوق التجار قلاقوه وسلموا عليه وأكرموه وتلقوه بالترحيب وانزلوه على دكان شيخ السوق وباع التفاصيل فربح في كل دينار دينارين ففرح غانم وصار يبيع القماش والتفاصيل شيئا فشيئا ولم يزل كذلك سنة وفی أول السنة الثانية جاء الى ذلك السوق فرأى بابه مقفولا فسأل عن سبب ذلك فقيل له انه توفی واحد من التجار وذهب التجار كلهم يمشون فی جنازته فهل لك ان تكسب أجرا وتمشی معهم قال نعم ثم سال عن محل الجنازة فدلوه على المحل فتوضا ثم مشى مع التجارالى ان وصلوا المصلى وصلوا على الميت ثم مشى التجار جميعهم قدام الجنازة الى المقبرة فتبعهم غانم الى ان وصلوا بالجنازة الی المقبرة خارج المدينة ومشوا بين المقابر حتى وصلوا الى المدفن فوجدوا أهل الميت نصبوا على القبر خيمة واحضر الشموع والقناديل ثم دفنوا الميت وجلس القراء يقرؤن على ذلك القبر فجلس التجار ومعهم غانم بن ايوب وهو غالب عليه الحياء فقال فی نفسه انا لم أقدرعلی ان أفارقهم حتى انصرف معهم ثم انهم جلسوا يسمعون القرآن الى وقت العشاء فقدموا لهم العشاء والحلوى فاكلوا حتى اكتفوا وغسلوا ايديهم ثم جلسوا مكانهم فاشتغل خاطر غانم ببضاعته وخاف من اللصوص وقال في نفسه أنا رجل غريب ومتهم بالمال فان بت الليلة بعيدا عن منزلی سرق اللصوص ما فيه من المال والاحمال وخاف على متاعه فقام وخرج من بين الجماعة واستاذنهم على انه يقضی حاجة فسار يمشی ويتتبع آثارالطريق حتى جاء الى باب المدينة وكان ذلك الوقت نصف الليل فوجد باب المدينة مغلقا ولم ير أحدا غاديا ولا رائحا ولم يسمع صوتا سوى نبيح الكلاب وعوی الذئاب فقال لا حول ولا قوة الا بالله كنت خائفا على مالی وجئت من أجله فوجدت الباب مغلقا فصرت الآن خائفا على روحی ثم رجع ينظر له محلا ينام فيه الى الصباح فوجد تربة محوطة باربع حيطان وفيها نخلة ولها باب من الصوان مفتوح فدخلها وأراد ان ينام فلم يجئه نوم وأخذته رحفة