علی الباب ويقول لك مملوكك يقبل اياديك وينتظر فضلك فدخلت الجارية واعلمت سيدها فصاح عليها وقال لها ارجعی وقولی له ما هو هنا فرجعت الجارية الى علی نور الدين وقالت له يا سيدی ان سيدی ما هو هنا فتوجه علی نور الدين وقال فی نفسه ان كان هذا ولد زنا وانكر نفسه فغيره ما هو ولد زنا ثم تقدم الى الباب الثانی وقال كما قال أولا فانكر الآخر نفسه فعند ذلك أنشد هذا البيت
فلما فرغ من شعره قال والله لا بد ان امتحنهم كلهم عسى أن يكون فيهم واحد يقوم مقام الجميع فدار على العشرة فلم يجد احدا منهم فتح له الباب ولا أراه نفسه ولا أمر له برغيف فانشد هذه الابیات
ثم انه رجع الي جاريته وقد تزايد همه فقالت له يا سيدی اما قلت لك انهم لا ينفعونك بنافعة وقال والله ما فيهم من اراني وجهه فقالت له يا سيد بع من أثاث البيت شيئا فشيئا وانفق فباع الى أن باع جميع ما فی البيت ولم يبق عنده شیء فعند ذلك نظر الى انيس الجليس وقال لها ما نفعل الآن فقالت له يا سيدي عندی من الرأی أن تقوم في هذه الساعة وتنزل بي إلى السوق فتبيعنی وانت تعلم أن والدك كان قد اشترانی بعشرة آلاف دينار فلعل الله يفتح عليك ببعض هذا الثمن واذا قدر الله باجتماعنا نجتمع فقال لها يا أنيس الجليس ما يهون علی فراقك ساعة واحدة فقالت له ولا انا كذلك لكن للضرورة احكام كما قال الشاعر
فعند ذلك أخذ انيس الجليس ودموعه تسیل علی خديه ثم انشد هذين البيتين
ثم مضى وسلمها الى الدلال وقال له اعرف مقدار ما تنادی عليه فقال له الدلال يا سيدی علی نور الدين الاصول محفوظة ثم قال له اها هی انيس الجليس الذی كان اشتراها والدك منی بعشرة آلاف دينار قال نعم فعند ذلك طلع الدلال الى التجار فوجدهم لم يجتمعوا كلهم فصبر حتى اجتمع سائر التجار وامتلأ السوق بسائر اجناس الجواری من تركية ورومية وشركسية وجرجية وحبشية فلما نظر الدلال الى ازدحام السوق نهض قائما وقال يا تجار يا أرباب الاموال ما كل مدور جوزة ولا كل مستطيلة موزة ولا كل حمراء لحمة ولا كل بيضاء شحمة ولا كل صهباء خمرة ولا كل سمراء تمرة يا تجار هذه الدرة اليتيمة التی لا تفی الاموال لها بقية بكم تفتحون باب الثمن فقال واحد بأربعة آلاف دينار