وتحققنا فضوله وكثرة كلامه وان الشاب مظلوم معه أخذنا المزين وقبضنا عليه وحبسناه وجلسنا حوله آمنين ثم أكلنا وشربنا وتمت الوليمة على أحسن حالة ولم نزل جالسين الى ان أذن العصر فخرجت وجئت منزلی وعشيت زوجتی فقالت أنت طول النهار فی حظك وانا قاعدة في البيت حزينة فان لم تخرجي وتفرجنی بقية النهار كان ذلك سبب فراقی منك فاخذتها وخرجت بها وتفرجنا الى العشاء ثم رجعنا فلقينا هذا الاحدب والسكر طافح منه وهو ينشد هذين البيتين
فعزمت عليه فاجابنی وخرجت لاشتری سمكا مقليا فاشتريت ورجعت ثم جلسنا ناكل فاخذت زوجتی لقمة وقطعة سمك وأدخلتهما فمه وسدته فمات فحملته وتحايلت حتى رميته فی بيت هذا الطبيب وتحايل الطبيب حتى رماه فی بيت المباشر وتحایل المباشر حتی رماه فی طريق السمسار وهذه قصة ما لقيته البارحة أما هی أعجب من قصة الاحدب فلما سمع ملك الصين هذه القصة أمر بعض حجابه ان يمضوا مع الخياط ويحضروا المزين وقال لهم لا بد من حضوره لاسمع كلامه ويكون ذلك سببا فی خلاصكم جميعا وندفن هذا الاحدب ونواريه فی التراب فانه ميت من أمس ثم نعمل له ضريحا لانه كان سببا فی اطلاعنا على هذه الاخبار العجيبة فما كان الا ساعة حتى جاءت الحجاب هم والخياط بعد ان مضوا الى الحبس وأخرجوا منه المزين وساروا به الى ان أوقفوه بين يدی هذا الملك فلما رآه تأمله فاذا هو شيخ كبير جاوز التسعين اسود الوجه أبيض اللحية والحواجب مقرطم الاذنين طويل الانف فی نفسه كبر فضحك الملك من رؤيته وقال يا صامت أريد ان تحكی لی شيئا من حكاياتك فقال المزين يا ملك الزمان ما شأن هذا النصراني وهذا بطريق اليهودی وهذا المسلم وهذا الاحدب بينكم ميت وما سبب هذا الجمع فقال له ملك الصين وما سؤالك عن هؤلاء فقال سؤالی عنهم حتى يعلم الملك انی غير فضولی ولا أشتغل بما الابما يعنينی واننی بريء مما أتهمونی به من كثرة الكلام وان لی نصيبا من اسمی حيث لقبونی بالصامت كما قال الشاعر
فقال الملك اشرحوا للمزين حال هذا الاحدب وما جرى له فی وقت العشاء واشرحوا له ما حكى النصرانی وما حكى اليهودي وما حكى المباشر وماحکی الخياط فحكوا له حكايات الجميع فحرك المزين رأسه وقال والله ان هذا الشیء عجيب اكشفوا لی عن هذا الاحدب فكشفوا له عنه فجلس عند رأسه وأخذ رأسه فی حجره ونظر فی وجهه وضحك ضحكا عاليا حتى انقلب على قفاه من شدة للضحك وقال لكل موتة سبب من الاسباب وموتة هذا الاحدب من عجب العجاب يجب أن تؤرخ فی السجلات ليعتبر بما مضي ومن هو آت فتعجب الملك من كلامه وقال ياصامت احك لنا سبب کلامك هذا وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسکتت عن الکلام المباح