واللحية فلما رأى أخی قام اليه ورحب به وسأله عن حاله فاخبره أنه محتاج فلما سمع كلام أخی أظهر غما شديدا ومد يده الى ثيابه ومزقها وقال هل أكون أنا ببلد وأنت بها جائع لاصبرلی علی ذلك ووعده بكل خير ثم قال لا بد ان تمالحنی فقال يا سيدی ليس لی صبر وانی شديد الجوع فصاح يا غلام هات الطشت والابريق ثم قال له يا ضيفی تقدم واغسل يدك ثم أومأ كانه يغسل يده ثم صاح على أتباعه أن قدموا المائدة فجعلت اتباعه تغدو وترجع كانها تهیء السفرة ثم أخذ اخی وجلس معه على تلك السفرة الموهومة وصار صاحب المنزل يومئ ويحرك شفته كانه ياكل ويقول لاخی كل ولا تستح فانك جائع وانا أعلم ما انت فيه من شدة الجوع فجعل اخی يومی كأنه ياكل وهو يقول لأخی كل وانظر هذا الخبز وانظر بياضه وأخی لا يبدی شيئا ثم ان اخی قال فی نفسه ان هذا رجل يحب أن يهزأ بالناس فقال يا سيدي عمری ما رأيت أحسن من بياض هذا الخبز ولا ألذ من طعمه فقال هذا خبزته جارية لی كنت اشتريتها بخمسمائة دينار ثم صاح صاحب الدار يا غلام قدم لنا الكباب الذي لا يوجد مثله فی طعام الملوك ثم قال لاخی كل يا ضيفی فانك شديد الجوع ومحتاج الى الاكل فصار أخی يدور حنكه ويمضغ كانه ياكل واقبل الرجل يستدعی لونا بعد لون من الطعام ولا يحضر شيئا ويامر أخی بالاكل ثم صاح يا غلام قدم لنا الفراريج المحشوة بالفستق ثم قال كل ما لم تاكل مثله قط فقال يا سيدی ان هذا الاكل لا نظير له فی اللذة وأقبل يومأ بيده الى فم أخی حتى كانه يلقمه بيده وكان يعدد هذه الالوان ويصفها لاخی بهذه الاوصاف وهو جائع فاشتد جوعه وصار بشهوة رغيف من شعير ثم قال له صاحب الدارهل رأيت أطيب من اباريز هذه الاطعمة فقال له أخی لا يا سيدي فقال كثر الاكل ولا تستح فقال قد اكتفيت من الطعام فصاح الرجل على أتباعه ان قدموا الحلويات فحركوا أيديهم فی الهواء كانهم قدموا الحلويات ثم قال صاحب المنزل لأخی كل من هذا النوع فانه جيد وكل من هذه القطائف بحياتی وخذ هذه القطيفة قبل ان ينزل منها الجلاب فقال له أخی لا عدمتك يا سيدی واقبل أخی يساله عن كثرة المسك الذی فی القطائف فقال له ان هذه عادتی في بيتی فدائما يضعون لی في كل قطيفة مثقالاً من المسك ونصف مثقال من العنبرهذا كله وأخی يحرك رأسه وفمه يلعب بين شدقيه كانه يتلذذ باكل الحلويات ثم صاح صاحب الدار على أصحابه أن احضروا النقل فحركوا أيديهم فی الهواء كأنهم أحضروا النقل وقال لاخی كل من هذا اللوز ومن هذا الجوز ومن الذبيب ونحو ذلك وصار يعد له أنواع النقل ويقول كل ولا تستح فقال أخی يا سيدی قد اكتفيت ولم يبق لی قدرة على أكل شیء فقال يا ضيفی ان أردت ان تاكل وتتفرج على غرائب الماكولات فالله الله لا تكن جائعا ثم فكر أخی فی نفسه وفی استهزاء ذلك الرجل به وقال والله لاعملن فيه عملا يتوب بسببه الى الله عن هذه الفعال ثم قال الرجل لاتباعه قدموا لنا الشراب فحركوا أيديهم فی الهواء حتى كانهم قدموا الشراب ثم أومأ صاحب المنزل كانه ناول أخی قدحا قال خذ هذا القدح فانه يعجبك فقال يا سيدی هذا من احسانك وأوما أخی بيده كانه يشربه فقال له هل أعجبك فقال له يا سيدی ما رأيت ألذ من هذا الشراب فقال له اشرب هنيئا وصحة ثم ان صاحب البيت أوما وشرب ثم ناول أخی قدحا
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/126
المظهر