رأسه شيئا يسيرا وقال والله يا ولدی ما أدري اشكرك ثم واشكر والدك لان دعوتی اليوم كلها من بعض فضلك واحسانك وليس عندی من يستحق ذلك وانما عندی زيتون الحمامی وصليع الفسخانی وعوكل الفوال وعكرشة البقال وحميد الزبال وعكارش اللبان ولكل هؤلاء رقصة يرقصها فضحكت عن قلب مشحون بالغيظ وقلت له اقض شغلی وأسير أنا فی أمان الله تعالى وتمضی أنت الي أصحابك فانهم منتظرون قدومك فقال ما طلبت الا ان اعاشك بهؤلاء الا القوام فانهم من أولاد الناس الذين ما فيهم فضولی ولو رأيتهم مرة واحدة لتركت جميع أصحابك فقلت له نعم الله سرورك بهم ولا بد أن احضرهم عندي يوماً وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة ۳٥) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان الشاب لما قال للمزين لا بد أن أحضر أصحابك عندی يوما فقال له اذا اردت ذلك وقدمت دعوة أصحابك فی هذا اليوم فاصبر حتى امضی بهذا الاكرام الذی اكرمتنی به وادعه عند أصحابی يأكلون ويشربون ولا ينتظرون ثم أعود اليك وأمضی معك الى اصدقائك فليس بينی وبين اصدقائی حشمة تمنعنی عن تركهم والعود اليك عاجلا وأمضی معك اينما توجهت فقلت لا حول ولا قوة الا بالله العلی العظيم امضی أنت الى أصدقائك وانشرح معهم ودعنی امضی الی اصدقائی وأکون معهم فی هذا اليوم فانهم ينتظرون قدومي فقال المزين لادعك تمضی وحدك فقلت له ان الموضع الذی أمضی اليه لا يقدر أحد ان يدخل فيه غيری فقال أظنك اليوم فی ميعاد واحدة والا كنت تأخذنی معك وانا احق من جميع الناس واساعدك على ما تريد فانی أخاف أن تدخل على امرأة أجنبية فتروح روحك فان هذه مدينة بغداد لا يقدر أحد أن يعمل فيها شيئا من هذه الاشياء لا سيما فی مثل هذا اليوم وهذا والی بغداد صارم عظيم فقلت ويلك يا شيخ الشر أی شیء هذا الكلام الذی تقابلنی به فسكت سكوتا طويلا وأدركنا وقت الصلاة وجاء وقت الخطبة وقد فرغ من حلق رأسی فقلت له امضی الى أصحابك بهذا الطعام والشراب وأنا انتظرك حتى تعود و تمضی معی ولم أزل اخادعه لعله يمضی فقال لي انك تخادعنی وتمضی وحدك وترمی نفسك فی مصيبة لا خلاص لك منها فبالله لا تبرح حتى أعود اليك وامضی معك حتى أعلم ما يتم من أمرك فقلت له نعم لا تبطي ءعلی فخذ ما أعطيته من الطعام والشراب وغيره وخرج من عندی فسلمه الى الحمال ليوصله الي منزله واخفي نفسه فی بعض الازقة ثم قمت من ساعتي وقد اعلنوا على المنارات بسلام الجمعة فلبست ثيابی وخرجت وحدی وأتيت الي الزقاق ووقعت على البيت الذی رأيت فيه تلك الصبية واذا بالمزين خلفي ولا أعلم به فوجدت الباب مفتوحا فدخلت واذا بصاحب الدار عاد الى منزله من الصلاة ودخل القاعة وغلق الباب فقلت من أين أعلم هذا الشیطان بی فاتفق في هذه الساعة لامر يريده الله من هتك ستری أن صاحب الدار اذنبت جارية عنده فضربها فصاحت فدخل عنده عبد ليخلصها فضربه فصاح الآخر فاعتقد المزين أنه يضربنی فصاح ومزق أثوابه وحثا التراب على رأسه وصار يصرخ ويستغيث والناس حوله وهو يقول قتل سيدی فی بيت القاضي ثم مضي الي داری وهو يصيح والناس خلفه وأعلم أهل