صفحة:أقدم نسخة مخطوطة مؤرخة لكتاب كليلة ودمنة (1923) - لويس شيخو.pdf/23

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

باب بعثة الملك أنوشروان كسرى لبرزويه المتطيب الى بلاد الهند في طلب كتاب كليلة ودمنة قال بزرجمهر في ذلك : اما بعد فإن الله تبارك وتعالى خلق خلقـة أطوار ابرحمته ومن على عباده بفضله ورزقهم ما يقدرون به على اصلاح معايشهم في الدنيا ومـا يدركون به استنقاذ ارواحهم من أليم العذاب . فأفضل ما رزقهم ومن عليهم به العقل الذي هو قوة لجميع الاشياء فيما يقدر أحد منهم على إصلاح معيشته ولا احتراز ( كذا ) منفعة ولا دفع ضر إلا به وكذلك طالب الآخرة المجتهد على استنقاذ (5) روحه من الملكة . فالعقل هو سبب كل خير ومفتاح كل رغبة وليس لاحد غنا عنه وهو مكتسب بالتجارب والآداب وغريزة مكنونة في الانسان كامنة ككمون النار في الحجر والعود لا ترى حتى يقدحهـا قادح من غيرها فاذا قدحها ظهرت بضوها وحريقهـا ، كذلك العقل كامن في الانسان لا يظهر حتى يظهره الأدب وتقوية التجارب فاذا استحكم كان هو السابق الى الخير والدافع لكل ضر فلا شيء افضل من العقل والادب فمن من عليـه خالقة بالعقل واعان هو على نفسه بالمثابرة على E