صفحة:أعلام المهندسين في الإسلام (الطبعة الأولى).pdf/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٦٩ -
١٠٧ – أبو بكر البناء
«وصفة البناء في الماء في ذلك العصر»

أبو بكر البناء هو جدّ أبي عبد الله محمد المقدسي مؤلف كتاب أحسن التقاسيم، وقد ذكره في كتابه هذا في كلامه على عكا (ص ١٦٢ - ١٦٣ من طبعة لندن) فقال: «ولم تكن على هذه الحصانة زارها ابن طولون، وقد كان رأى صُور1 ومنعتها واستدارة الحائط على ميناها، فأحبّ أن يتخذ لـ«عكا» مثل ذلك الميناء فجمع صناع الكورة وعرض عليهم ذلك، فقيل لا يهتدي أحد إلى البناء في الماء في هذا الزمان ثم ذكر له جدنا أبو بكر البناء، وقيل إن كان عند أحد علمُ هذه فعنده، فكتب إلى صاحبه على بيت المقدس حتى أنهضه إليه.

فلما صار إليه وذكر له ذلك، قال: هذا أمرٌ هيّن. عليَّ بفلق الجمّيز الغليظة، فصفها على وجه الماء بقدر الحصن البري، وخيَّط بعضها ببعض، وجعل لها باباً من الغرب عظيماً، ثم بنى عليها بالحجارة والشيد، وجعل كلما بنى خمس درامس ربطها بأعمدة غلاط ليشتد البناء، وجعلت الفِلق كلما ثقلت نزلت، حتى إذا علم أنها قد جاست على الرمل، تركها حولاً كاملاً حتى أخذت قرارها ثم عاد فبنى من حيث ترك، كلما بلغ البناء إلى الحائط القديم داخله فيه وخيطه به. ثم جمل على الباب قنطرة،


  1. «صور» بضم الأول: مدينة بحرية معروفة من الثغور السورية وكانت من المدن المحصنة.