صفحة:أعلام المهندسين في الإسلام (الطبعة الأولى).pdf/58

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٥٦ -

بل نقل عن لسان الدين ابن الخطيب أنه كان عارفاً بالفنون القديمة من المنطق والهندسة والطب والموسيقى.

ولما تغلب الروم1 على مرسية أكرمه ملكهم، وبنى له مدرسة فكان يقرئ بها المسلمين واليهود والنصارى جميع ما يرغبون بألسنتهم2، ثم استقدمه ثاني الملوك من بني نصر، وأشاد بذكره، الجم الغفير، وكان يعده لمن يفد عليه من أصحاب الفنون فيجاريهم فيغلبهم غالباً، ولم يزل على ذلك إلى أن مات.

كان من مهندسي الأبنية بمصر في مدة «الناصر محمد بن قلاوون» أي في النصف الأول من القرن الثامن، ولم نقف له على ترجمة، وإنما ذكره المقريزي في خططه في كلامه على المدرسة الأقبغاوية الكائنة على يسرة الداخل إلى الأزهر من بابه الكبير المعروف بباب «المزينين» وهي الآن مقر الخزانة الأزهرية ذات الكتب القيمة أدام الله النفع بها، وهي منسوبة إلى بانيها علاء الدين أقبغا عبد الواحد أحد أمراء الناصر. قال المقريزي: «وجعل بجوارها قبة


  1. أي الأسبانيون.
  2. هذا التسامح في التعليم والتعلم بين أبناء الديانات المختلفة مما يشرف الإسلام كثيراً، ونجد له نظيراً في مسجدها الجامع يتعلمون لغة واحدة هي العربية، ويتقلبون على ثقافة واحدة هى الثقافة الإسلامية، كما ذكر أرنست رينان الفرنسي المشهور في كتابه: ابن رشد ومذهبه.