صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/89

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۷۷ –

حاولنا عبثا توفيتها حقها من الحمد والشكر ليست لعمرك أخرى مآثرك . وان تكون بحال ما خاتمة مساعيك ومفاخرك . يأبى لك ذلك فرط حبـك لبـلادك وعطفك وحنانك على أبنائها الذين هم أبناؤك البررة وصدق وطنيتك العميقة. وحميتك العريقة. وشدة اخلاصك لوطنك وتفانيك في خدمته والتذاذك بتضحية الاعز والانفس في سبيله . وارتياحك الى ركوب الصعاب . واقتحام العقـاب . واعتساف الاوعار ، ومغامسة الاهـوال والاخطار . من أجل الدفاع عنه وصيانة حوزته . وحماية بيضته. نقول لم تنته بعد مساعيك في صالح البلاد ولم تترك المسرح لغير رجعة معاذ الله أن يكون ذلك ومعاذ همتك البعيدة ، وشيمتك المجيدة . وحاشا لعزتك الشماء . وحميتك الذكية الروعاء . أن ترى على سكونك هذا إلا خفاق الجوانح على وطنك راجف الاحشاء . فما كانت روحك الكبيرة السامية . ونفسك الجياشة المتوقدة لتسكن في هذه الآونة الا تأهبا للحركة وتحفزاً للوثوب . وانكماشاً للكرة الى الميدان متى أهابت بك النوب والخطوب. بل أراك في عزلتك الراهنة لا تزال ينبوع أمل وقوة لمواطنيك تنفث فيهم روح اليقين والثقة والرجاء . كانك زورق النجاة لا يبرح باعثا يرد الطمأنينة في ركب السفينة مهما طفى الموج من حولهم