صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/85

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۷۳ –

التواني والاسترخاء الذي كان اهبطه فيه تجار الفشل والهزيمة ومروجو اشاعات السوء عن الوفد الرسمي الذي اثبتت مآثره وحسناته أنه كاكرم وانبل من انتدبت امة للمطالبة بحقوقها والدفاع عن قضيتها . والذي سجل له التاريخ أشرف سور الفضل و اسنی آیات الوفاء في امجد فصوله وانصع صحائفه؟ ألم يبيض عدلى باشا وجه أمته بما احرز لها من النصر الباهر بموقف الشمم والاباء والعزة والكبرياء . الذي وقفه ازاء خصمها الألد وقرنها العنيد ؟ ألم يفهم الانكليز أن الذي يرفض مشروعهم بمنتهى الانفة والنخوة والاباء محو الامة المصرية باسرها ممثلة من شخصه الكريم في مرآنها الحاكية مجموع نزعاتها ورغباتها وامانيها وعواطفها ـ وفي لسان حالها الناطق باخفى ما يجنه ضميرها وادق ما يمكن في خبايا سربرتها ؟ ألم يكن في إفهامه الانكليز هذه الحقيقة وتقريرهافي اذهانهم مارفع من مقام الامة المصرية في عيونهم بعد ما اسقط منه ظهورها في انكر مظاهر التفرقة والانقسام ـ ألم يكن في مجيد عمله هذا ما اعاد الى قلوب الانكليز تلك الهيبة والخشية التي كانت اوجدتها ثمت الامة المصرية بفضل ما اظهرت في بدء حركتها من روح التضامن والاتحادوالتضافر ؟ أولم يشرف عدلى بموقفه العظيم ومآثرته الكبرى امته العزيزة ويعلى قدرها ويرفع -