صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/46

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ٣٤ –

الحياة المعضل المعقد الذي أبى أن ينحل على الرغم مما صبت على أم رأسه من بارودها الهتافى وقنابلها « الأسقاطية الأحيائية » تجننت عليها الطبيعة ورق لها فؤادها الكبير وتقدمت امونها وامدادها . وقالت لها استريحي هنيهة. واختارت لحل اللغز وفك المعضلة رجل العمل والدأب والحزم والعزم والحجي والدهـاء - عبد الخالق ثروت

وكذلك الطبيعة السمحة السخية ما كانت لتضن على الشعب المجاهد بالرجل العظيم عند الحاجة اليه . ولا يزال كلما ارتطمت الامة المجاهدة في المأزق الضنك والزحلوقة الزل اسرعت الطبيعة الى اسعافها فساقت اليها رجل الساعة وبطل الميدان فلا يلبث ان. يقيل عثرتها و أخذ بيدها ويهديها سواء السبيل ذلك دأب الطبيعة وديدنها الذي لن تعدل عنه الا اذا كانت قد أرادت بهذا العالم الارضي الخراب السريع والدمار العاجل .

ولما اختارت لحل اللغز وفك المعضل رجل الجد والعمل ثروت باشا ودفعت به في جوف الزوبعة كما أوضحنا آنفاوفى وسط العوامل المتنازعة والقوى المتدافعة والعناصر المتكافة المتلاطمة ارتاح لذلك العقلاء واستبشروا وقالوا « اما والله ما كانت قط زوبعة فوضى فرمي الله في جوفها بروح النظام ممثلة في رجل حازم