صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/38

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۹ - وأراك من فوق زوبعة السياسة النائرة وفوضى العناصر المتنافرة تصفق جناحی نسر ساكن الجأش ثابت الجنان تصرف اعنة الحوادث وتدبر أزمة الشؤون كأنك الملك الحارس الامين كلما ازدادت الحوادث اضطرابا ازداد سكينة وهدوءاً أرى ساكن الاوصال باسط وجهه يريك الهوينا والأمور تطير وأراك حين تفاوض ساسة الانكليز تعلو عليهم في حومة الخطاب وميدان المحاجة بسليقتك الفائقة وسجيتك الغلابة و بعقلك الراجح وبشخصيتك الفنانة الخلابة التي هي خلاصة مجموع ما فيك من غرائز وشهم وطبائع . وكانك حين تناقشهم قد اتخذ سلطان الاقناع عرشه بين شفتيك وكمن هاروت تحت لسانك - حتى تتركهم من اعجاب واكبار يقولون فيك ما قاله نابليون الاول حين صادف شاعر الالمان العظيم « جينا » هاكم رجل مستكمل الرجولة . وما قاله أحد الساسة الانكليز في المغفور له الشيخ محمد عبده «اند حق لمصر ان تفخر بمثل هذا الرجل . فان امة تخرج مثله لخليقة ان تفلح » في تلك الزوبعة السياسية النائرة وفى ذلك الجو المتلبد بالغيوم وفى مضطرب تلك العوامل المتدافعة والمناصر المتكافة مضى