صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/36

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ٢٤ –

ذلك المشقة العظمى والصعوبة الكبرى :

وأما مصر فلم تكد تصدق نبأ هذه الشروط والمطالب وحسبته حلماً من الاحلام اعتقاداً منها أنه يكاد ان يكون من المستحيلات قبول انكلترا مثل هذه الشرط الجسيمة . ( لقد كان الوفد المصرى من قبل ذلك لا يطمع في أكثر من ان تعطيه الحكومة الانكليزية قبل دخوله معها في المفاوضات مجرد وعد بالغاء الحماية اثناء التفاوض ) ولا تنس أولى الأغراض والأهواء والاحن والحزازات الذين مع فرط استعظامهم هذه الشروط واعتبارها كالاحلام أخذوا يرجفون بأن الامر ليس بالجد وانما ألاعيب سياسية يقصدون بذلك الى ترويج سوء الظن بدولة الوزير الجليل ويبثون في الامة من روح التشاؤم ما يثبط الهم ويفل العزائم .

بين هذه العوامل المتنازعة والقوى المتدافعة والعناصر المتكافحة المتضاربة انبرى الرجل الكفؤ الضليع بكد ويعمل مضاء في تؤدة منصلتا في اناة صارما في رفق جريئا في حزم - والامة المصرية والامة الانكليزية واوروبا والعالم أجمع ينظر اليه نظرة اعجاب واكبـار . ويشرئب لاستطلاع نتيجة عمله العظيم واستكشاف غاية شوطه الخطير وشأوه الرائع ـ كأنهم برمقون عطارد أو المشتري اثناء سيرته المشرقة الزاهرة . ودورته