صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/283

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۷۱ – مصر مفاوضات يلزمها أن تفاوضها من الوجهة البريطانية لأن انكلترا تطلب من مصر ضمانات . فقد كانت انكلترا قابضة على استقلال مصر وهي تقول لنا انه وديعة بيدى اسامكم اياه متى أعطيتمونى الضمانات التي أطلبها منكم . وكان دولته ينتقل من هذا الكلام الى الكلام عن الوفد المصري الرسمى ويطري مآثر صاحب الدولة عدلى باشا فيه وامتناعه عن أن يقيد الامة باعطاء الضمانات المطلوبة حتي عاد دولته ورفاقه من دون أن يتم الاتفاق على الاستقلال المطلوب ، وانحاز ثروت باشا وغيره من الوزراء الباقين في هذا القطر الى دولة" عدلى باشا وقالوا قوله ورفضوا مارفضه وهكذا فضل أعضاء الوزارة الحالية معتمدين في ذلك كله على اتحاد الامة وحسن تضامنها وصدق غيرتها وعزيمتها حتي قدر الله ان رضيت انكلترا بتسليم وديعة الاستقلال الى , وأن لا تطالب الوزارة المصرية أية كانت بالضمانات التي تريدها بل تطالب الامة المصرية ذاتها . فنالت استقلالها وفازت بحريتها وهي لم تقيد بشيء ولا أخذ عليها عهد ما . والآن نسمي الوزارة في انشاء برلمان مصرى يكون له القول الفصل في مسألة الضمانات الانكليزيه" . قال دولته فاذا بحث نواب أمتكم في تلك الضمانات ووجدوها مطابقة لاستقلالهم ومصلحة بلادهم قبلوها واذا لم يجدوها كذلك رفضوها وهم أسيادفي بلادهم . ثم كان دولته يتخلص من ذلك . ثالثا ان الفوز التام في سبيل هذا الاستقلال انما ينال اذا سلكت الامة سبيل العقل والروية وحافظت على السكون وتمام النظام واظهرت للاوربيبين جميعا انها أمة تحسن السير وتستطيع التقدم في مراتب الكمال بعد تمتعها بنعمة الاستقلال . قال دولته وهذا يتوقف أمره مصر .