صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/236

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ـ ٢٢٤ - الهزل والمجون وينقله من المواقف والاشكال المضحكة فما فيه أقصي عجب العاجبين . وضحك الضاحكين ، فيخيل اليك ان شا كسبير يضحك من ذلك الشخص الذي هو سليل وهمه وصنع خياله ضحكا مفرطا بملء صدره واضلاعه ، وهو بعد ضحك طيب صالح لا يراد به السخرية من البؤساء والمساكين والضعفاء - التي هي ألأم انواع الضحك لما تنطوي عليه من السفالة والخبث والنذالة . وانى أرى ضحكشاكسبير وغيره من ذوي الكرم والبر والرأفة ليس من قبيل معمعة الحريق تحت القدر - يقهقه لهيبه وضرامه والقدر تغلى وتفور . ولكنه ضحك مشوب بالرحمة والعطف حتى على الاغبياء والادعياء . فثل ذلك الضحك لا اشبهه إلا بساط نور الشمس على صدر البحر الرحيب وكذلك ثروت باشا رجل الجد والحدوالقوة والمتانة والوقار والرزانة والعزم والصراءة ، لا يخلو مع ذلك من رقة الظرف . وحلاوة الايناس وطرف الفكاهة والدعاية ، فياله من جوهرة كريمة « ابدي الله صفحتها . وجلابهاءها وبهجتها على حين قد اقفر العصر من الجواهر الغوالى . وصفرت الايدي من كرائم اللآلي . فحبذا تلك من جوهرة جمعت بين الرونق والمتانة . والسنا الوهاج والرصانة كالصخرة المنطوية على ينابع