صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/232

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۲۰ والمفاوضات . لأن ذلك الفرح والابتهاج يظل له كنشوة طبيعية تحرك همته وتبعث عزمته وتترك سيف جده مسلولالأ يمرداع ومقتضى وتغنيه عن كل منشط خارجي وحافز صناعي . وأكبر ظني ان هذا الابتهاج والصفاء الغريزى النفساني في ثروت باشا هو بعض مصادر تلك الجاذبية والخلابة التي استطاع بها أن يؤثر في كبار رجالات البريطانيين ممن فاوضوه في قضية البلاد المقدسة ويستميلهم الى مذهبه ويقنعهم بصحة رأيه ونصوع وأراني خليقا أن أشبهه في ذلك بالقائد الانكليزي العظيم الدوق اوف « مالبره » ذلك البطل التاريخي المشهور الذي بفضل حذقه ولباقته انتصرت انكلترا وحلفاؤها على فرنسا في عهدلويز الرابع عشر يوم كانت فرنسا أقوي دول اوروبا جيوشا وأمهرها قواداً وأشدها بأسا وصولة وأقهرها سطوة وسلطانا . لقد كانت جيوش حلفاء بريطانيا اثناء حروبها الطويلة المتوالية مع فرنسا في ذلك العهد عرضة لعوامل النزاع والشقاق لا يزال يقع بينها النفور والمشاحنة فلو كانت استمرت على تلك الحال لما كانت ظفرت من فرنسا بطائل بل كان المؤكد هزيتها واندحارها بالسياف تلك الدولة ، ولكن القدر الذي اراد غير ذلك جعل من خلابة القائد « مالبرة » ومن جاذبيته من .